الانطباع الأول
كعادته تركَ ويل على الفور انطباعًا قويًّا لدى زملائه في العمل.
تعلَّم ويل جميع أساسيات العمل الإداري سريعًا، وعمل على المحافظة على التواصل بين كيسي وأعضاء فريقه، وبدأ إلى جانب ذلك في إقامة علاقاتٍ شخصية مع أعضاء الفريق. ولم يستغرق الأمر سوى بضعة أيام حتى ظهر للجميع أن ويل لم يكن مجرد مساعد إداري. ولذا، فقد كلَّفوه بمهام أكثر وذات مستوى أعلى. وفاقَ ويل توقعاتهم بسهولة، ونتيجة لذلك، أصبح ويل زميلًا لهم أكثر من كونه مجرد مرءُوس.
وسرعان ما ترك ويل انطباعًا في بقية أقسام شركة «يب». وبدلًا من أن يرد على بريد إلكتروني بعث به شخص يعمل في الطابق السفلي، كان يفضِّل أن يذهب إليه شخصيًّا ويتحدث إليه عمَّا يحتاجه بالفعل من كيسي. وهكذا نجح ويل في أن يمنع عن رئيسه مصادر التشتت الذهني التي طالما أزعجته، وكوَّن في الوقت نفسه مجموعة من الصداقات.
أقامَ ويل علاقاتٍ حتى خارج مونتيري، لا سيَّما مع المساعدين الإداريين الذين يعملون في مكاتب الشركة المتفرقة في أنحاء البلاد، وفي سان خوزيه. واستطاعَ في وقت قصير جدًّا أن يقيم شبكة صغيرة من العلاقات — إن لم تكن رابطة من المعجبين — في جميع أرجاء المؤسسة.
وبقدر ما أسعده ذلك، لم يستطع ويل التوقف عن التفكير في مأزِق كيسي الحَرِج مع جيه تي هاريسون. وقرَّر أن يكون الاجتماع القادم للفريق مختلفًا نوعًا ما، وتمنَّى فقط أن ينجح في السيطرة على نفسه.