قصته
عاشت عائلة ماك دانيال حياة متواضعة في مدينة كارمل بكاليفورنيا على مدى الأعوام الخمسين الماضية، وقد نشأ كيسي وترعرع وسط ملاعب الجولف الكثيرة التي تملأ المكان وحولها، حيث كان يعمل في هذه الملاعب إما مساعدًا للاعبي الجولف أو بستانيًّا. ولم يكن شيء يضاهي عشقه للجولف سوى حبه للكمبيوتر، ولذا فقد ترك بلدته بعد انتهاء دراسته الثانوية والتحق بجامعة أريزونا بعد حصوله على منحة دراسية لتفوقه في رياضة الجولف، حيث درس هندسة الكهرباء وعلوم الكمبيوتر. وقد تخرَّج بعد أربع سنوات وكان مستوى أدائه الدراسي متوسطًا، ولكنه كان على قمة الفائزين في مسابقة «باك تن كونفرنس» لرياضة الجولف.
لم يستطع كيسي مقاومة إغراء الانضمام إلى اتحاد لاعبي الجولف المحترفين ليلعب يومًا ما في بلدته «بيبل بيتش» أمام أصدقائه وعائلته. ولذا، فقد اشترك في دورة للتأهل وأصبح أحد أشهر اللاعبين في هذه الدورة بسبب مرحه الهادئ وكرمه، فقد كان لا يبخل بالنصح على من يحتاج إليه من زملائه من اللاعبين.
وعلى مدى الأعوام الخمسة التالية فاز كيسي بنصيب وافر من بطولات دوري الدرجة الثانية، وجمع أموالًا كافية لأن تجعله يحيا حياة رغدة. ولكن بينما كان على وشك التقدم للوصول إلى البطولة الكبرى أصيب بحالة توتر مَرضية مزمنة يسميها لاعبو الجولف يِبس، وهو اضطراب يوشك أن يكون عضويًّا يجعل من الصعب على لاعبي الجولف الثبات أثناء ضرب الكرة. وقد انتهت المسيرة الاحترافية لكثير من لاعبي الجولف الواعدين نهاية مبكرة بسبب هذا الاضطراب شبه النفسي، وعلى مضض عدَّ كيسي نفسه واحدًا منهم.
ولم يكن كيسي ليدع الإحباط يسيطر عليه لمدة أطول مما ينبغي، فعاد إلى بلده وقد تجددت همته وشغلت ذهنه فكرة جديدة. وفي غضون بضعة أشهر، تزوَّج كيسي، واشترى بيتًا صغيرًا مكوَّنًا من طابق واحد بالأموال التي ادَّخرها، واستأجَّر اثنَين من المبرمجين المحليين، وشرعَ في تنفيذ ما رأى أنه سيصبح أكثر ألعاب الجولف الإلكترونية التي شهدتها الأسواق واقعيةً.
وقد فاقت النتائج الأولية كلَّ التوقعات بكثير، وفي ذلك توقعات كيسي نفسه.