الشرارة
عندما عادَ الفريق، رفعَ مات يده. وسمحَ له كيسي بالحديث.
قال مات: «أريد أن أعقِّب على ملاحظة ويل.»
وعندئذٍ تمنَّي ويل أن تنشق الأرضُ وتبتلعه.
حاولَ كيسي إنقاذ الموقف. فقال: «لقد تحدَّثتُ أنا وويل عن الأمر وهو يشعر بندم على …»
فقاطعه مات. وقال: «لا، أنا لا أحتج على ما قاله. إنني أراه على حق. فلا تزال هذه الاجتماعات في غاية السوء.»
شعرَ كيسي فجأة بانزعاج، وقرَّر أن يتخذ موقفًا دفاعيًّا. فقال: «ألهذه الدرجة؟ جميعنا يعرف أن الاجتماعات مصدر للضيق والإزعاج. ولكن هل تظنون حقًّا أن اجتماعاتنا أسوأ من اجتماعات بقية الأقسام في الشركة؟»
بدا أن المجموعة تفكِّر في السؤال، وأخذَ البعضُ يومِئون برءُوسهم تعبيرًا عن اتفاقهم مع كيسي.
وكعادته، أرادَ تيم أن يضيف شيئًا. «أنا لا أعرف إن كانت أسوأ أم لا. ولكن أيًّا كان الأمر، لا أعتقد أننا نخرج بالكثير من الساعتَين اللتَين نقضيهما جالسين هنا في هذه القاعة كل أسبوع. وإلى جانب إهدار الوقت نفسه، أجد أن هذه الاجتماعات هي نوعٌ من الاستنزاف لطاقتنا.»
أبدى الجميع موافقتهم على ما قال تيم. ومن ثَم، سادَ شعورٌ عام بالارتياح.
تحدَّثت صوفيا بعد ذلك مبتسمة. فقالت: «أتعلمون، يذكِّرني هذا بوظيفة كنت أعمل بها أثناء دراستي في الجامعة. كنت أعمل صرَّافة في البنك في العطلات الصيفية، ونظرًا لطبيعة شخصيتي كان هذا العمل مملًّا للغاية بالنسبة إليَّ.»
ضحكَ الجميع من كلامها.
وتابعت صوفيا: «على أية حال، تعوَّدتُ أن أحدِّق في الساعة المعلَّقة على الحائط بمكتبي منتظرةً فترة الاستراحة التالية أو انتهاء اليوم. أقسم أن عقارب الساعة كانت أحيانًا تسير إلى الخلف.»
ضحكَ أعضاء الفريق مرة أخرى.
أشارت صوفيا بيدها إلى الساعة المُعلَّقة على الحائط. ثم تابعت: «أحيانًا أنظر إلى هذه الساعة، فأظن أنني قد عُدت إلى البنك.»
وعلى الرغم من الضحكات التي تعالت في القاعة، فقد تألَّم كيسي لما قالته صوفيا.
تدخَّل كونر، موجِّهًا حديثه إلى رئيسه. فقال: «لنفق جميعًا أننا نكره الاجتماعات. وأنا عن نفسي أتمنَّى ألَّا نعقد اجتماعات على الإطلاق. ولذا، فالأمر لا يتعلق بك يا كيسي. فالاجتماعات في رأيي هي أحد شرور العمل التي لا بد منها.»
قدَّر كيسي لطفَ كونر، ولكنه لم يكن على استعداد لتقبل الأمر. ومن ثَم، قال: «ربما. على أية حال، لننهِ هذا الموضوع حتى نتمكَّن من إنجاز جزءٍ من العمل الحقيقي. ويمكننا التعامل مع هذا الأمر لاحقًا.»
استأنفَ كونر مناقشته عن توحيد العلامة التجارية لمدة خمس دقائق أخرى. وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، توقَّفَ كونر وأعلنَ كيسي انتهاءَ الاجتماع.
انصرفَ ويل وهو يشعر بندم شديد على ما سبَّبه لكيسي، والأهم من ذلك هو شعوره بخيبة أمل لأنه لم يعرف كيف يساعده. لكنه كان مصمِّمًا على تغيير ذلك.