أملٌ زائف
لمَّا كان مساء الأحد، وجدَ ويل نفسه فزعًا من اجتماع الفريق الذي سيعقد في صباح اليوم التالي، وذلك لعدة أسباب.
أولًا: لأنه كان يشعر أن ساعتَي الاجتماع هما أطول ساعات الأسبوع. والآن، أصبح ويل يدرك لماذا يتعلل التنفيذيون الآخرون بأي عذر ممكن للتأخر عن حضور الاجتماعات أو التغيُّب عنها تمامًا.
ولكن بالإضافة إلى الملل الذي أصابه، كان ويل يخشى أن يصدر عنه أيُّ تعليق مزعج آخر يجعل كيسي يضيق به ذرعًا. ولكن الأهم من هذَين السببَين هو أن ويل لم يرِدْ أن يرى رئيسه يعاني.
ولذا، ذهبَ إلى منزل والديه ليشاهد فيلمًا لكي يصرف عن ذهنه أمور العمل.
لم يكن ويل ذلك النوع من دارسي السينما الذين لا يحبون إلا مشاهدة الأفلام المترجَمة إلى الفرنسية. كان — كغيره من الناس — يستمتع بأفلام الكوميديا الساخرة وأفلام الحركة. ولكن حينما يكون في منزل والدَيه، يحاول أن يوسِّع آفاق والديه الثقافية بإقناعهما بمشاهدة نوعية جديدة من الأفلام لم يتعرَّضا لها من قبل. وقد باءت نصف محاولاته بالفشل. ولم يحالفه الحظ الليلة أيضًا.
ولذا، استعارَ شريط فيديو بعنوان «عندما التقى هاري بسالي» وهو أحد الأفلام المفضَّلة إلى والديه. كان ويل قد شاهدَ هذا الفيلم برفقة والدَيه من قبلُ ودائمًا ما كان يحدث أمران؛ الأول هو أن يقول والده: «إن بيلي كريستال ليس ممثلًا كوميديًّا فحسب، بل هو ممثل موهوب أيضًا»، والأمر الثاني هو أن تقدِّم والدته الشريط عندما يحين وقت المشهد الفاضح الذي يحدث في المطعم حتى لا يراه أحد. وفي حقيقة الأمر، فقد كان ويل يعشق أوقاتَ وجوده في البيت مع والدَيه.
بعد أن شاهدَ ويل الفيلم للمرة السادسة أو السابعة، ألقى نظرة على غلاف شريط الفيديو باحثًا عن مدة الفيلم، فوجدَ أن مدته ٩٦ دقيقة. وفجأة بدأت خيوط المسألة كلُّها تتضح أمامه.
طاقم مكوَّن من آلاف الرجال والنساء يعملون بميزانية تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، لم يحتاجوا إلا إلى ساعة ونصف ليرووا قصة امتدت لأكثر من عشر سنوات في حياة اثنَين من الأشخاص. التقى الشخصان، ولم يجد الحب طريقًا إلى قلبَيهما، فأقاما علاقاتٍ مع آخرين، وفشلت تلك العلاقات، ثم صارا صديقَيْن، ثم تحابَّا وتزوَّجا. كلُّ ذلك في ٩٦ دقيقة! بل مع تقديم الحلول لجميع المسائل في الفيلم.
اندهشَ ويل لذلك. وقال في نفسه: «إنه أمرٌ مذهل. فنحن في العمل نمضي وقتًا أطول من ذلك لتلخيص ما قمنا به في أسبوع عمل واحد، وحتى مع ذلك لا يبدو أننا نقدِّم أية حلول على الإطلاق!»
وبعد أن اقتنعَ ويل أن المشكلة الكبرى في الاجتماعات الأسبوعية للفريق كانت تكمن فقط في طول مدتها، صار فجأة متلهفًا لبدء العمل في اليوم التالي.