كسر الروتين
وصلَ ويل مبكرًا، وكان متلهفًا إلى التحدُّث إلى كيسي قبل اجتماع الفريق، ثم فتح جهاز الكمبيوتر الخاص به وفُوجئ بأمرَيْن من شأنهما أن يبدِّدا أيَّ حماس كان يشعر به قبل مجيئه إلى العمل.
الأمر الأول هو أنه عرف من جدول مواعيد كيسي أن لديه موعدًا مع طبيب الأسنان ولن يأتي إلا قبل الاجتماع مباشرةً. والأمر الثاني — وهو الأسوأ — هو أن جيه تي هاريسون بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني يعلن فيها أنه سوف يحضر اجتماع اليوم. قرَّر ويل على مضض أن عليه أن يؤجِّل الحديث عن تقليل زمن الاجتماعات حتى الأسبوع القادم، وتحوَّل انتباهه إلى التركيز على محاولة التقليل من الخسائر إلى أدنى حد.
وتصادفَ أن وصل جيه تي مبكرًا بعض الشيء. اقتربَ من مكتب ويل. وسأله: «أين مساعِدة كيسي؟»
ردَّ ويل: «إنه أنا. جيا في إجازة وضع. وسأتولى مهامها لمدة معينة.» ثم مدَّ يده ليصافح جيه تي. وقال: «اسمي ويل.»
ردَّ هاريسون: «مرحبًا يا ويل. أنا جيه تي هاريسون. هل كيسي موجود؟»
أجابه ويل: «سيأتي في أية لحظة. كان لديه موعد مع طبيب الأسنان.»
فقال هاريسون: «حسنًا. سأنتظر في قاعة الاجتماعات.»
رد ويل: «أراكَ هناك إذن.»
وما إن انصرفَ جيه تي هاريسون حتى شعرَ ويل بإحساس غريب بالإحباط. ومع أن الرجل كان — دون شك — متعجرفًا، فلم يرَه ويل بغيضًا إلى هذا الحد، فقد كان يتصوَّره واحدًا من عتاة الإدارة غِلاظ القلوب. ولكنه — في الواقع — لم يبدُ إلا مديرًا يتصف بقدر طفيف من الثقة الزائدة. ثم تذكَّر ويل الرسالة الجافة التي أرسلها جيه تي إلى كيسي، واستعادَ مشاعره العدائية نحوه.
وبعد وقتٍ قصير من انصراف هاريسون إلى قاعة الاجتماعات، وصلَ كيسي وتوجَّه إلى مكتبه وتبعَه ويل.
وقبل أن يتمكَّن ويل من التحدُّث، تمتَّم كيسي بصعوبة قائلًا: «فمي مُخَدَّر. لم يكن من المفترض أن يعطيني طبيب الأسنان مخدرًا موضعيًّا اليوم. وقبل أن أدرك ما يقوم به، كان لعابي يسيل بالفعل.»
ضحكَ كيسي وويل من هذا الموقف للحظات، خاصة الطريقة التي نطقَ بها كيسي كلمتي «لعابي يسيل». ولكنهما سرعان ما انتبها عندما أخبر ويل كيسي أنَّ جيه تي وصلَ وأنه ينتظر في قاعة الاجتماعات ليشهد اجتماع اليوم.
وقبل أن يسيء كيسي نطق أية كلماتٍ أخرى، تولَّى ويل الأمر. فقال له: «حسنًا، سأساعدك اليوم في إعداد جدول الأعمال. هل أرسَلَ إليك أحدهم أية اقتراحات؟»
فهزَّ كيسي رأسه بالنفي.
قال ويل: «حسنًا. لنرَ. ما الذي سنناقشه اليوم؟»
فصمتَ كيسي قليلًا، ثم نطقَ بصعوبة قائلًا: «الميزانية.»
وافقَ ويل وكتبَ ما قاله كيسي. ثم قال: «ولكنني أقترح ألا نبدأ بهذه المسألة. إنها تقتل الحماس قتلًا.»
كفَّ كيسي عن الكلام، وتوجَّه إلى السبورة. وكتبَ «المبيعات، توحيد العلامة التجارية، تحليل أوضاع المنافسين، تكنولوجيا المعلومات.»
قال ويل مستفسرًا: «ما الذي سنناقشه بخصوص تكنولوجيا المعلومات؟»
فكتبَ كيسي على السبورة: «دمج أنظمتنا في أنظمة بلاي سوفت.»
قال ويل: «حسنًا. لنُطلق على ذلك تكامل الأنظمة.»
هزَّ كيسي كتفَيْه كما لو كان يريد أن يقول «لا مانع». ثم صمتَ مجدَّدًا ليفكِّر فيما يمكن أن يضيفه إلى جدول الأعمال.
منعه ويل من ذلك. فقال له: «أظن أن هذا يكفي. فلنجعل هذا الاجتماع قصيرًا وشائقًا. لا أريد أن يشعر جيه تي بالملل مرة أخرى، وأتمنَّى أن يعود إلى سان خوزيه قبل موعد الغداء.»
مَدَّ كيسي يده إلى مكتبه وأخذ قلمَيْن وأعطاهما لويل. وقال له مشدِّدًا على كلماته: «خُذْ هذَيْن. اكتب كثيرًا من الملاحظات.»
شعرَ ويل بارتباك ولم يفهم ماذا يقصد كيسي. لكنه قال: «سأفعل. ولكنني لا أظن أن أحدًا يقرأ محاضر الاجتماعات.»
ابتسمَ كيسي وهزَّ رأسه. وأدركَ ويل فجأة أن كيسي قصدَ إعطاءه قلمَيْن حتى لا ينفد الحبر من قلمه فيطلق تعليقًا غاضبًا أمام جيه تي هاريسون.
ضحكَ ويل، ثم غادرا معًا ليلحقا بالاجتماع.