تخطي الحدود
على مدى الأسبوعَين التاليين، حضرَ ويل اجتماعاتَ الفريق — بالإضافة إلى أي اجتماع آخر تمكَّن من حضوره — وكأنه عالِم متخصِّص في علوم الحيوان يدرس سلوك القردة في الغابة. وراقبَ ويل كيسي وفريقه بعناية، ودوَّن ملاحظاتٍ عن نظريته الجديدة أكثر مما سجَّله من ملاحظاتٍ عن محاضر الاجتماعات. وبرَّر ذلك لنفسه قائلًا: «إن محاضر الاجتماعات لا يقرؤها أحدٌ على أية حال.»
في مساء كل يوم، كان ويل يفكِّر بعمق في الملاحظات التي دوَّنها أثناء ساعات العمل، وكان ينقِّح نظريته باستمرار. وكان أحيانًا يناقش أفكاره مع والدته التي كانت قد قبلت لتوها وظيفة جديدة لإدارة شركة تعمل في مجال التكنولوجيا أُنشئت حديثًا على الساحل بمدينة «هاف مون باي». وقد رأت أن النظرية مثيرة للاهتمام، وسرعان ما بدأت في تطبيقها داخل الشركة التي تعمل بها.
وبعد أن أمضى ليلة أحدٍ أخرى ساهرًا دون نوم، قرر ويل أن نظريته قد أصبحت بوجه عام كاملة، وجاهزة لتقديمها إلى كيسي وفريقه. ومع حرمانه من النوم، فإنه كان أنشط من أي وقت مضى. وكان هذا من حُسن حظه؛ لأنه سيكون بحاجة إلى كلِّ ما لديه من طاقة ليستطيع السيطرة على اجتماع كيسي والفريق التنفيذي هذا الصباح.