جولة الاجتماعات الثانية
بمجرد أن أخذَ الجميع مقاعدهم في غرفة الاجتماعات، وقف ويل ليعلن عليهم أمرًا.
قال ويل: «أعتذرُ من الجميع لأنني أفعل هذا مجددًا. ولكنني أحتاج اليوم إلى ساعة على الأقل للتحدُّث عن قضية الاجتماعات مرة أخرى.»
أجفلَ مات. ونظرَ الآخرون حولهم ليروا مَنْ سيعترض، ولكن لم يُرِدْ أحد أن يكون أول المعترضين.
تدخَّل كيسي لإنهاء هذا الموقف المحرج. وقال: «أنصتوا جميعًا، أعتقد أننا — بعد ما شهدناه في اجتماع الأسبوع الماضي — نستطيع أن نمنح ويل بعضَ الوقت للمرة الثانية. وسيكون لدينا الكثير من الوقت لمناقشة البنود المُدرَجة في جدول الأعمال.»
أحسَّ ويل بارتياح لم يَدم إلا لحظة.
حتى أضافَ كيسي: «ولكننا لن نمنحك إلا نصف ساعة فقط بدءًا من الآن.»
وعندئذٍ أحسَّ ويل بالقلق. ولكنه لم يشأ أن يضيع دقيقة واحدة، فبدأ حديثه مباشرةً. وقال: «هل تتذكَّرون كلَّ ما قلتُه عن الصراع الأسبوع الماضي؟ إنه غير صحيح.»
فنظرَ إليه أعضاءُ الفريق في ذهول.
لم يتردَّد تيم. فقال: «هل تقصد أن تقول …»
فقاطعه ويل. وقال: «اهدأ، لقد كنت أمزح.»
تعالت صيحاتهم، وضحكوا قليلًا.
فقال ويل: «ولكن يجب أن أعترف أن هناك عناصر أخرى في نظريتي بالإضافة إلى الصراع. وهي للأسف ليست مثيرة بنفس الدرجة.»
أخذَ الجميع فيما يبدو نفَسًا عميقًا، وتهيَّئُوا نفسيًّا للملل المنتظَر، في حين اتجه ويل إلى السبورة وكتبَ كلمة «الدراما».
تابعَ ويل دون أن يتأثر بموقف الفريق. وقال: «إنَّ أكبر مشكلة في اجتماعاتنا، والاجتماعات بصفة عامة»، ثم توقَّف ليجذب انتباههم، وأضافَ: «هي البِنية.» ثم كتبها بجوار كلمة «الدراما» على السبورة.
شعرَ ويل أنه ربما يفقد جمهوره، ولذا تابعَ بنبرة أكثر تحديًا. فقال: «إنَّ مشكلتنا لا تكمن في أننا نعقد اجتماعاتٍ أكثر من اللازم. بل في أننا نعقد اجتماعاتٍ أقل مما يلزم.»
ومع أنه استعادَ اهتمامهم، فإنَّ النظرات التي على وجوههم بدت وكأنها توحي بأن ويل قد فقد كلَّ ما كسبه من مصداقية على مدى الشهرَين الماضيين. ما لم ينتبهوا له أن ويل وجَّه تركيزهم إلى ما كان يريده بالضبط.