الاجتماعات اليومية
تابعَ ويل الحديث فَرِحًا بالدعم الذي تلقاه من كيسي. وقال: «سأدخل في الموضوع مباشرةً. أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا استعراضٌ لعناوين الأخبار لمدة خمس دقائق كلَّ يوم. ويمكننا أن نطلق عليه «التقرير اليومي» أو ما إلى ذلك. وهذا يعني أننا يجب أن نجتمع في غرفة للاجتماعات ونحن واقفون، ويخبر كلٌّ منا الباقين بما يقوم به.»
اعترضَ مات: «كلَّ يوم؟»
فأكدَّ ويل: «كلَّ يوم.» وأضافَ: «خمس دقائق كلَّ يوم ستوفِّر علينا رسائل إلكترونية وصوتية وزيارات لا تُحصى. أعرفُ ذلك؛ لأنني العامل المشترك في كل ذلك. فالجميع يسألني: هل كيسي موجود اليوم؟ ومَنْ سيحضر مراجعة شئون التسويق ظهر اليوم؟ وهل يريد كيسي مني أن أتابع مع المحامين، أم سيقوم تيم بذلك؟»
ابتسمَ الجميعُ خجلًا على طريقة ويل في تصوير الشخصيات.
فتابعَ ويل. وقال: «هل تعلمون كم تستغرقه استفساراتكم اليومية ليوضح كلٌّ منكم للآخر ما ينتظره منه؟»
وبدا أنهم يفهمون قصده الآن.
طرحَ كيسي السؤال التالي. فقال: «ولكن ماذا لو كان بعضنا خارج مكاتبهم؟ ليس من الواقعي أو الممكن أن نقوم بذلك كل يوم، أليس كذلك؟»
فكَّر ويل في الأمر لحظة. ثم قال: «حسنًا، حتى لو لم يكن هناك إلا ثلاثة منكم فقط في الشركة في يوم معين، فربما يكون عليكم عقد اجتماع التقارير اليومية. وذلك لأنكم لو فكَّرتم في الأمر، فستجدون أن ذلك سيصنع فارقًا. فمن ناحية، سيعمل هؤلاء الثلاثة في انسجام تام معًا، والأفضل من ذلك أنه إذا اتصل أحد الأعضاء الآخرين من خارج الشركة وأراد أن يعرف ما يفعله شخص ما، يستطيع أي منكم أن يجيب عليه. ولتتذكَّروا جميعًا أننا نتحدَّث عن خمس دقائق لا أكثر ولا أقل. ربما أكون مخطئًا، لكني لا أعتقد أنكم تستخدمون وقتكم بكفاءة لدرجة أنكم لا تستطيعون الاستغناء عن خمس دقائق.»
أشارت إيماءاتُ أعضاء الفريق الجالسين حول طاولة الاجتماعات إلى أن الجميع بدوا مساندين للفكرة. وذلك باستثناء مات، الذي لم يكن مستعدًّا للإذعان حتى الآن. ومن ثَم، وقال: «ما الذي يجعلك تعتقد أن كلًّا منا سيجد ما يقوله للآخرين كلَّ يوم؟»
كان ويل ينتظر هذا السؤال. ومن ثَم ردَّ: «حسنًا، إذا لم يجد أي منكم ما يقوله، فستكون مدة الاجتماع خمس عشرة ثانية. ولكني أراهنكم أن التحديات الأكبر ستجعل مدة هذه الجلسات تصل إلى خمس دقائق أو أقل قليلًا. وبالمناسبة، هذا أمرٌ مهم للغاية. لأنكم بالتأكيد لن تحوِّلوا هذه الجلسات القصيرة إلى اجتماعات مثل اجتماعات الفريق الأسبوعية.»
وحتى تيم كان يُومئ الآن. وقال: «حسنًا، استمر. ماذا عن حلقات الكوميديا الارتجالية والدراما التي تتناول الجريمة؟»
التقطَ ويل أنفاسه. وكان لسان حاله يقول: «انتهينا من واحد، ويبقى ثلاثة.»