المسيرة المهنية
سرعان ما اتصلَ لاعبو الجولف الجادون من كل مكان على رقم الاتصال المجاني للشركة لإجراء طلب شراءٍ للعبة، مع أنَّ الكثيرين منهم لم يلعبوا لعبة إلكترونية في حياتهم. فأسرع كيسي بافتتاح مكتب صغير وعيَّن اثني عشر موظفًا، وبذل جهدًا كبيرًا ليحافظ على هذا النجاح.
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى ما باتت اللُّعبة متوفرة في كل المتاجر المتخصِّصة في بيع مستلزمات رياضة الجولف ومتاجر ألعاب الكمبيوتر في البلاد. وأصبحت السنوات الثماني التالية في حياة كيسي سيناريو متكررًا يَعمد فيه إلى تعيين المزيد من الموظفين، وبرمجة ألعاب جديدة، وتسويق منتجاته في عددٍ أكبر من المتاجر، والانتقال إلى مكاتب أوسع. فضلًا عن إنجاب المزيد من الأبناء.
ومع حلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الشركة ولزواجه أيضًا، كان كيسي وزوجته باتريشيا يقومان على تربية أربعة أبناء، وكانت شركته قد أنتجت ثماني ألعاب ناجحة وطرحتها في الأسواق، وهي ألعاب متخصصة في رياضات الجولف والدراجات وأخيرًا التنس. وبفضل اهتمام كيسي بالتفاصيل، اشتهرت هذه الألعاب بأنها تصوِّر بدقة المواقع الحقيقية حول العالم، بدءًا من ملاعب الجولف في مدينة سانت أندروز باسكتلندا، إلى تلال جبال البرانس في سباق فرنسا الدولي للدراجات «تور دي فرانس»، إلى ملاعب التنس الخضراء في ويمبلدون.
ومن البداية، رفضَ كيسي إنتاج ألعاب للأطفال تتسم بالعنف أو تركِّز على الخيال. وبدلًا من ذلك، أصرَّ على أن تركِّز منتجات شركته على الألعاب الرياضية، وأن تكون دائمًا واقعية ومُبتكَرة. وقد حازت شركة «يب» بفضل ذلك إعجابًا كبيرًا لدى الكبار والشباب الذين يأخذون ممارسة الرياضة مأخذ الجد.
ولكن كان الأهم من السمعة التجارية التي بناها كيسي، فخره بأنه وظَّفَ أكثر من مائتَي شخص، تقدَّم كثيرٌ منهم نموًا وتطوَّروا بتطوُّر الشركة. ولم يستطع أيضًا إنكار شعوره بالفخر بموقع المركز الرئيسي لشركته؛ فهو مبنى تاريخي في مدينة «أولد مونتيري» جرى تجديده بطريقة جميلة.
وعلى المستوى المحلي، أصبحت شركة «يب» نجمًا ساطعًا في المجتمع، وصارت توفِّر وظائف أكثر من أي مشروع آخر في المنطقة باستثناء المشروعات الصناعية، ومتحف الأحياء المائية الشهير في خليج مونتيري. وهكذا حوَّل كيسي مجرد فكرة إلى شركة ذات مكانة مرموقة، حازت الأفضلية لدى أبناء مدينته، ناهيكَ عن قصة نجاحها المنقطعة النظير في مجال الصناعة.
ولكن مثل كثير جدًّا من قصص النجاح، كان هناك وجه آخر لشركة «يب» ورئيسها التنفيذي. وكان هذا الوجه محيِّرًا بقدر ما كان حقيقيًّا.