مساعِد المدير
كان ويل أكثر عزمًا — وقلقًا أيضًا — من أي وقت مضى، وقرر أن يستغل فترة الراحة لإجراء بعض البحث. ولذا، ذهبَ إلى مكتبه واتصل بإحدى صديقاته الجديدات في الشركة، وهي مادي بيتون، وتعمل مساعدة إدارية لرئيس أحد الأقسام الأخرى في «بلاي سوفت».
سعدَ ويل عندما وجدها في مكتبها، ولم يُضِع وقتًا. فقال: «مرحبًا يا مادي، أنا ويل بيترسون أتصل بكِ من مونتيري. أريدكِ أن تسدي لي صنيعًا.»
ردَّت مادي قائلة: «حسنًا. ولكن في البداية، هل الطقس جميل في مونتيري اليوم؟ أودُّ أن أعرف.»
نظرَ ويل إلى الخارج. وقال: «في الحقيقة، الطقس ملبَّد بالغيوم نوعًا ما.»
مادي: «جيد. إن السماء تمطر هنا في شيكاجو ولا أودُّ أن أسمع أنكم تتمتعون بطقس صحو هناك.»
وضحكَ كلاهما.
سألت مادي: «ما الذي أستطيع أن أفعله من أجلك يا ويل؟»
ردَّ ويل: «أردتُ أن أخبركِ أولًا أنني سأكون في شيكاجو غدًا للمشاركة في معرض الألعاب.»
مادي: «رائع. أخيرًا سألتقي بك شخصيًّا.»
ويل: «نعم. سألقاكِ بعد ظهر الغد. ولكني أتصل لسبب آخر.» تردَّد، ثم تابعَ: «سيبدو سؤالي غريبًا، ولكن ما الذي تعرفينه عن جيه تي هاريسون؟ إنه رئيس …»
قاطعته مادي. فقالت: «نعم، أعرفُ مَن هو جيه تي هاريسون. لماذا تسأل؟»
كان على ويل أن يتهرَّب من سؤالها. ومن ثَم، قال: «حسنًا، لقد قابلتُه الأسبوع الماضي وهو يأتي إلى هنا من آنٍ إلى آخر، وأحاول أن أفهمه جيدًا. هذا كلُّ ما في الأمر.» ظلَّت مادي صامتة، ولذا تابعَ ويل: «سمعتُ أنه مشهور.»
تحدَّثت مادي أخيرًا، ولكن نبرة صوتها صارت فجأة أقل ودًّا. لم تكن نبرة عدائية بل فاترة. وأجابته قائلة: «حسنًا، لقد قابلتُه بضع مرات. كان يأتي إلى شيكاجو مرة كل شهر تقريبًا عقب دمج الشركتَين ليقابل نيك. وكان يبدو لي شخصًا جيدًا.»
شعرَ ويل أنها تُخفي شيئًا. ولذا، سألها: «هل يوجد انسجام بينه وبين نيك؟ هل كان نيك يحب أن يمضي وقتًا مع جيه تي هاريسون؟»
تمهَّلت مادي، وكان صوتُها أهدأ الآن، ولكنه صار وديًّا من جديد. وردَّت بقولها: «سأكون صادقة معك قدر ما أستطيع. تلك الأشهر الأولى التي أعقبت الدمج كانت سيئة جدًّا. وكنت على وشك أن أستقيل. وكذلك نيك.»
لم يكن لدى ويل وقتٌ كافٍ ليختار كلماتٍ أخف وطأة. ولذا، قال: «وأظن أن الأمر كانت له علاقة بجيه تي هاريسون.»
فردَّت مادي قائلة: «حسنًا، إليك الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أبوح به عن تلك التجربة. لقد طلب مني نيك أن أُقسم على ألَّا أبوح بالأمر.»
بالكاد تمالك ويل نفسه. وقال: «حسنًا، تفضَّلي.»
فقالت مادي: «لا، هذا هو ما أردتُ أن أقوله.»
سألَ ويل: «ماذا تقصدين؟»
فأجابت مادي: «أقصدُ أنني وعدتُ نيك ألَّا أقول أيَّ شيء عمَّا حدث. هذا هو كلُّ ما أستطيع أن أقوله لك. وعليك أن تستنتج ما حدثَ بنفسك.»
شعرَ ويل كما لو كان يتحدَّث إلى أحد العاملين في برنامج حماية الشهود. فسألها: «لديَّ سؤال أخير يا مادي.»
مادي: «تفضَّل.»
سألَ ويل: «ما الذي دفعَ نيك إلى البقاء في الشركة؟» وقبل أن تتمكَّن من الرد، وجَّه ويل سؤالًا آخر: «وكيف يعامِل أحدُهما الآخر الآن؟»
فضحكت مادي بهدوء. وقالت: «قلتَ إنك ستسألني سؤالًا واحدًا.»
ردَّ ويل: «آسف، لقد كذبت.»
فأجابت مادي: «ويل، أنت عزيز عليَّ.»
وكان يعرف أنها تعني ما تقول.
أضافت مادي: «وهذا هو ما يجعل من الصعب عليَّ أن أقول لك إنني لا أستطيع أن أخبرك بذلك. أنا متأسفة جدًّا.»
تقبَّل ويل اعتذارها وأكَّد لها أنه يتفهَّم الأمر. ثم أراد أن يخفِّف من حِدَّة الحوار، فراحَ يمازحها. ويقول: «اختفت السحب فجأة ويبدو المنظر رائعًا بالخارج. يبدو وكأنه سيكون يومًا آخر في الجنة.»
ضحكت مادي. وقالت: «يا لك من فتى.»
فشكرها ويل، وودَّعها.
ثم تساءل في نفسه: «ما الذي يحدث هنا؟»