لا شيءَ لنخسره
كان كيسي قد غادر بالفعل عندما وصل ويل إلى الشركة في ساعة متأخرة من ظهر ذلك اليوم. ومن ثَم، ذهبَ ويل إلى مكتبه وأخذَ في إعداد وثيقة تُلخِّص نظريته الخاصة بالاجتماعات. وكان ويل مصممًا على أن يعيد شرح أفكاره لكيسي وفريقه، حتى يكون من السهل عليهم الالتزام بالخطة عند وصول جيه تي هاريسون وويد في الأسبوع التالي.
كان ويل لا يزال في انتظار كيسي، وبدأ يشعر بالتوتر؛ إذ كيف سيفسِّر عودته من شيكاجو. وكان من ناحية أخرى يفكِّر في أنه لا يحتاج في الواقع إلى هذه الوظيفة. فكان يقول في نفسه: «فليفصلوني إذن، لكنني سأظل قادرًا على معاونة كيسي في الاستعداد للاجتماع.»
ولكن هل سيسمحون له بذلك؟ هل سيسمح له كيسي بذلك؟ وتساءلَ ويل بصوت عالٍ: «كيف وضعتُ نفسي في هذا الموقف؟»
«أيُّ موقف؟»
كان هذا كيسي، وأفزعَ سؤاله ويل، فأجفلَ وكادَ يسقط من مقعده.
حاولَ ويل أن يستعيد اتزانه. وقال: «لم أرَك عند وصولك. لقد أفزعتني.»
عدَّل كيسي السؤال. فسأله: «ما الأمر يا ويل؟»
نهضَ ويل. وقال له: «فلنتحدَّث عن هذا الأمر على انفراد.»
ومن ثَم، ذهبا إلى مكتب كيسي وأغلقا الباب.
وقبل أن يتمكَّن كيسي من الجلوس، انطلقَ ويل في حديثه. فقال له: «الأمرُ وما فيه أنني لا أكترث بهذه الوظيفة.»
علت الدهشة وجه كيسي.
ولكن سرعان ما أوضحَ ويل الأمر. فقال له: «أقصدُ أنني أكترث بها كثيرًا. ولكنني لا أهتم إذا فصلتني. أنا فقط أريد أن أساعدك كي لا تفقد عملك.»
تحرَّكت مشاعر كيسي وسَعِدَ بهذا الاهتمام، لكنه جزعَ قليلًا بسبب التعبير الصريح عن موقفه الحرج. إن امتناع الجميع عن التلفظ بكلماتٍ تصف صعوبة موقفه كان يخفِّف عليه — نوعًا ما — وطأة الأمر.
لم ينتظر ويل حتى يرد كيسي. فقال: «اسمع، أنت تستحق البقاء في هذه الشركة. وإذا كان ذلك سيتوقَّف على اجتماع واحد، فلماذا — بحق السماء — أتركك وأمكث في شيكاجو أوزِّع الكتيبات الدعائية والهدايا العديمة القيمة على الصحفيين العاملين في مجال التكنولوجيا؟»
سألَ كيسي: «وما الفرق يا ويل؟ ألا تعتقد أنه اتخذَ قراره بالفعل؟» بدا كيسي غاضبًا بشدة الآن، ولكنه لم يكن غاضبًا من مساعِده.
ردَّ ويل: «لا أعتقد ذلك.» ولم يكن ويل يعرف هل كان هذا اعتقاده حقًّا، ولكنه شعر أن كيسي كان بحاجة إلى سماع ذلك. فتابعَ قائلًا: «وحتى إذا كانت هناك فرصة ضئيلة لتغيير رأيه، فلماذا لا نبذل كلَّ ما في وسعنا لاغتنامها؟»
كانت كلمات ويل قد هزَّت رئيسه. ونظرًا للتشابه بين نظرات وأسلوب ويل ووالِده، فلم يكن غريبًا أن هذا الموقف ذكَّر كيسي بأسلوب كين بيترسون في تقريعه في ملعب الجولف.
أومأ كيسي ببطءٍ. وقال: «إذن ماذا ترى؟»