إحماءُ ما قبل الاجتماع
استيقظَ كيسي فجر يوم الاثنين ولم يستطع معاودة النوم. وما لم يكن يعرفه هو أن ويل كان مستيقظًا ويمكنه الاتصال به، حيث كان متوترًا كرئيسه تقريبًا.
وقبل الساعة السابعة والنصف، كان كيسي جالسًا إلى مكتبه، لا يدري ماذا يمكنه أن يفعل. وصلَ ويل بعد عشر دقائق. واتجه نحو مكتب كيسي مباشرةً.
فاستقبله كيسي بخبرٍ. وقال: «لن يأتي.»
ذُهِلَ ويل. وعلى الفور، سألَه: «جيه تي هاريسون؟»
ردَّ كيسي: «لا، بل ويد. لقد تركت مساعدته رسالة صوتية لي في الساعة الخامسة والنصف صباح اليوم.»
سألَ ويل: «ماذا قالت؟»
كيسي: «لم تقل سوى إنه قرَّر أن لديه أولويات أخرى وربما لا يستطيع الحضور.»
كان ويل مفعمًا بالأمل، فقال: «هذه أخبار جيدة، أليست كذلك؟»
كيسي: «كان من الممكن أن تكون أخبارًا جيدة، لكنها قالت إن جيه تي هاريسون سيأتي وإن ويد لديه ثقة تامة في حُكمه.»
أرادَ ويل أن يطلب من كيسي ألَّا يقلق؛ فقد كانت رسالتها إشارة إيجابية بالفعل. لكنه لم يشأ أن يهين ذكاءَ رئيسه.
وعلى مدى نصف الساعة التالي، تحدَّث الصديقان عن كل شيءٍ ما عدا الاجتماع. في الواقع، لم يتحدَّثا عن العمل على الإطلاق. فقد تحدَّثا عن مونتيري وعائلاتهما وكنائسهما والأحداث الجارية ولعبة الجولف والمناخ؛ تحدَّثا عن كل شيءٍ ما عدا الشركة. كان ويل سعيدًا أنه ألهى رئيسه. فقد كان يدرك أنَّ لا شيءَ في مقدور كيسي أن يفعله من أجل الإعداد للاجتماع سوى الاسترخاء.
ولكن مثلما كان يفعل عندما كان يلعب الجولف على المستوى الاحترافي، بدأ كيسي يشعر بالضغط. فمهما كان مدى الاسترخاء الذي يشعر به لاعبُ الجولف قبل أية مباراة، فإنه عندما يحين وقت أول ضربة يشعر — مهما كانت ثقته بنفسه — ببعض التوتر. وقبل انطلاق الاجتماع بخمس عشرة دقيقة، لم يكن كيسي يشعر بثقة كبيرة. وطلبَ بلطف من ويل أن يتركه بمفرده قليلًا.
وعلى مدى الدقائق العشر التالية، جلسَ كيسي في مكتبه وتساءلَ كيف سيبدو الأمر إذا غادر مكتبه الآن للمرة الأخيرة. وازدادَ توتره لدرجة أنه ظنَّ أنه ربما يكون مريضًا. وتساءلَ: «ما الخطأ الذي ارتكبتُه؟» واتصلَ بزوجته لكنها لم ترد سواءٌ على الهاتف المنزلي أو هاتفها المحمول. ثم عاود التساؤل: «كيف سمحتُ بحدوث ذلك؟»
وقبل أن تزداد حِدَّة هذا الشعور لدى كيسي، دخلَ كونر وصوفيا إلى مكتبه. وكانت الساعة العاشرة إلا خمس دقائق. وقد جاءا ليصطحبا رئيسهما إلى الطابق العلوي.