أداء متوسط
حتى أكبر مساندي كيسي، وهم كثيرون، يعرفون بينهم وبين أنفسهم أن حجم الشركة كان يمكن أن يتضاعف لو كان يقودها شخص آخر أكثر تركيزًا وانضباطًا.
ولكن هذا لا يعني أن كيسي لم يكن كفئًا أو مهتمًّا بالعمل. ففي الواقع، كانت لديه موهبة فذة في الإحساس بمتطلبات العملاء، وكان يقوم بإدخال التعديلات على المنتجات كي تناسب احتياجاتهم قبل وقت طويل من إدراك منافسيه لما يحدث. ونتيجة لذلك، أصبح كيسي مشهورًا بفهمه للسوق الذي يعمل فيه شأنه شأن أي محلل أو صحفي أو مدير مؤسسة في هذا المجال.
نظريًّا، كانت إنجازات الشركة تتحدَّث عن نفسها. فشركة «يب» لم تفشل قط في تحقيق الأرباح المستهدفة، وكانت منتجاتها دائمًا تحصد الجوائز. ومن ثمَّ، بدت شركة «يب» من الخارج شركةً طموحة ذات أهداف محددة.
ولكن الواقع أن الشركة لم تكن تحقق الأداء المطلوب. وذلك بدءًا من كيسي نفسه، الذي كان يستوي عنده تحقيقُ النجاح بشق الأنفس وإحرازُ النصر المؤزر. فنجده إذا حقَّق أرباحًا رُبع سنوية معقولة، واستطاع أن يلعب بعض مباريات الجولف كلَّ أسبوع، يشعر بالرضا التام، بل بالسعادة.
ولكنَّ الموظفين كانوا يشعرون بالرضا فحسب. بل كانوا راضين عن أنفسهم. فقد تعوَّدوا على أن تجد الشركة بطريقة أو بأخرى سبيلًا لتحقيق أهدافها ودفع الرواتب، ويتبقى لديها ما يضمن لهم زيادات سنوية معقولة للرواتب في نهاية كل عام، وكذلك القيام بنزهة صيفية جيدة. ولم يساور أحدًا منهم قط قلقٌ على مصير شركة «يِب».
ولكن كان هناك خلل ما بالتأكيد. فمع أن الشركة صنعت ألعاب كمبيوتر عالية الجودة وواسعة الانتشار في مكان جميل مثل مونتيري بولاية كاليفورنيا، فقد كانت تعاني انخفاضًا ملحوظًا في الروح المعنوية لدى موظفيها. ولا يحتاج الأمر أكثر من متابعة خمس دقائق من الاجتماع الأسبوعي للمجلس التنفيذي لشركة «يب» للتأكد من صحة هذه الملاحظة.