نيران صديقة
بعد العودة من الغداء، الذي بدا أحيانًا وكأنه حفل وداع، وجدَ كيسي نفسه يشعر بسلام غريب فيما يتعلق بموقفه. بل بشجاعة أيضًا. والأغرب من ذلك هو أنه قال في نفسه: «إذا كانوا أغبياء بما يكفي ليفصلوني، فإنهم يستحقون ما يحدث لهم إذن.»
عندئذٍ رنَّ جرسُ الهاتف. وكان المتصِل هو نيك، رئيس قسم ألعاب الإنترنت التابع لشركة «بلاي سوفت» في شيكاجو.
قال نيك: «أتصلُ الآن لأرى إن كنت تعلم أيَّ شيءٍ عن شائعة سمعتُها للتو من أحد الأشخاص في الشركة.»
تمنَّى كيسي فجأةً لو أنه لم يرد على المكالمة وتركها للبريد الصوتي. لكنه كان يحب نيك، ولذا واصل الحوار. فقال له: «تفضَّل، أنا منصتٌ إليك.»
نيك: «حسنًا، من الواضح أنه سيكون هناك بيانٌ على مستوى الشركة غدًا. وخمِّن مَن المَعنيُّ في هذا البيان؟»
بعد أن قرَّر أن نيك لا يمكن أن يكون يقصده هو — حيث لا يمكن أن يكون أحدٌ بهذه الوقاحة ليقول شيئًا كهذا — بدأ كيسي يتساءل. فقال: «دعني أخمِّن. جيه تي هاريسون.»
كان نيك مندهشًا حقيقة من ردِّ كيسي. فقال: «إذن لديك عِلمٌ بالشائعة.»
كيسي: «لا. بل مجرد تخمين وحسب.» فكَّر كيسي في أن يخبر نيك بما كان يجري، لكنه قرَّر أنه ليس بحاجة إلى إحياء هذه الفاجعة مرة أخرى.
بعد دقائق قليلة من المزاح، انتهت المكالمة، وتبدَّدت ثقة كيسي. والبديهي في الظروف المثالية أنه كان بإمكان كيسي أن يدع نفسه يستغرق في أمور العمل. لكنه كان قد تحلَّى بالقوة بما فيه الكفاية لذلك اليوم، فقرَّر أن يجد زوجته ويستمتع بما تبقَّى من اليوم معها.
كانت تلك هي المرة الأخيرة التي ذكر فيها جيه تي هاريسون في ذلك اليوم. وهذا ما جعل الصدمة أكبر في صباح اليوم التالي.