ما لم يكن في الحسبان
بعد قراءته لرسالة ويد جاستن مباشرةً، شعرَ فريقُ كيسي بصدمة لأن جيه تي سيكون الرئيس التنفيذي الجديد لشركتهم. ولكن هذا الشعور سرعان ما تحوَّل إلى شعور بالارتياح عندما أخبرهم رئيسهم أنه باقٍ في وظيفته بالشركة.
ونتيجةً لهذا العفو المفاجئ عن كيسي، ازداد الشعور بالحماس والحيوية بين أعضاء الفريق والموظفين الذين يعملون معهم بدرجة كبيرة. والأهم من ذلك أن هذا الشعور صار شعورًا دائمًا. وكان هذا أمرًا مذهلًا حين نضع في اعتبارنا أن عددًا قليلًا من العاملين في شركة «يب» قد عرفوا بما حدث حقًّا في ذلك الصيف المصيري.
وعلى مدى الشهر التالي، عملَ ويل عن قرب مع فريق كيسي ليطبِّقوا منظومة الاجتماع على النحو الكامل. كانوا يعانون أحيانًا عندما يحاول التنفيذيون إيجاد الأعذار لعدم حضور اجتماع هنا أو هناك. ولكن لم يكن كيسي ليتراجع، وفي غضون أشهر قليلة، بدأت الاجتماعات اليومية والأسبوعية تصبح جزءًا من ثقافة الشركة.
أما الاجتماعات الاستراتيجية، فقد كان لها شأنٌ آخر. ففي البداية، عقد الفريق عددًا كبيرًا من هذه الاجتماعات، وكانوا يتفاعلون مع كل قضية جديدة بتحديد موعد لاجتماع آخر. وفي النهاية، تعلَّموا كيف يفرِّقون بين الموضوعات التي يمكن أن يقتصر بحثُها على بعض أعضاء الفريق، وتلك التي تعد حاسمة ومهمة للمؤسسة كلها.
ومع حلول عيد القديسين، كانت المجموعة قد أتمَّت أول تقييم رُبع سنوي خارج مقر الشركة، وكانوا جميعًا مندهشين عندما وجدوا أنه لم يكن مشوِّقًا فحسب، بل كان يعد أكثر يومَين بنَّاءين أمضاهما أعضاءُ الفريق معًا على الإطلاق. وحتى مات أقرَّ أنه يتطلَّع إلى حضور اجتماع التقييم رُبع السنوي القادم.
وفي غضون أسابيع قليلة فقط، جرى تنقيح كل اجتماع من الاجتماعات الأربعة وتعديله، وصار النظام يعمل بسلاسة تامة. ومع أن ذلك كان جيدًا بالنسبة إلى كيسي والشركة، فلم يكن بالأمر العظيم بالنسبة إلى ويل، الذي شعر فجأةً بفقده للإحساس بالقيمة والاهتمام.
عندئذٍ أدركَ ويل أن عليه إما أن يترك الشركة قبل الوقت المُرتقَب أو يتولى مهام وظيفة حقيقية هناك ويعمل بجد لتحقيق نجاح مهني في عالم البرمجيات. الأمر الذي لا يمثِّل نقلة كبيرة بالنسبة إليه، نظرًا لخلفيته في مجال الإعلام.
ولكن لم يكن ويل ليتخلَّى عن طموحه؛ ليس بعد. ومن ثَم، فقد استقال قبل عيد الشكر مباشرةً، بعد أن وجدَ لكيسي بديلًا مناسبًا، وعاد إلى جنوب كاليفورنيا ليبدأ مغامرته التالية في مضمار السينما والتلفزيون.