ملخص لما حدث لاحقًا
كما يحدث غالبًا، انشغلَ ويل وكيسي، كلٌّ في عالَمه الخاص، ولم يتواصلا فيما بينهما كما أكد أحدهما للآخر. وفي النهاية أصبح كلٌّ منهما لا يعرف ما يحدث في الحياة الشخصية والمهنية للآخر.
وفي أحد أيام السبت تقابلا مصادفةً في سان فرانسيسكو في المتجر الملحق بملعب «بريسيديو» للجولف بالقرب من جسر البوابة الذهبية. كان كيسي هناك ليلعب مباراة جولف مع صديق قديم، وكان ويل مع والده. ولم يجد كيسي صعوبة كبيرة في الترتيب لهم حتى يلعبوا مباراة رباعية.
صُوِّبت الكرة في أول تسع فتحاتٍ. وبعدها، غيَّرا كيسي وويل ترتيبَ الفريق ليركب كيسي وويل عربة معًا ليتحدَّثا عن أحوالهما.
علمَ ويل أن شركة «يب» ما تزال جزءًا من شركة «بلاي سوفت». فوضعها كشركة داخل الشركة رسَّخ وضعها في السوق، وكانت تنمو ببطءٍ ولكن بثبات. وكان أداء «بلاي سوفت» جيدًا أيضًا، ولكن لم يعد جيه تي هاريسون الرئيس التنفيذي.
فُوجئ ويل بذلك، فسأل: «ماذا حدث؟»
أجابَ كيسي: «بعد مرور سنة، قرَّر أن يستقيل.»
تساءل ويل بصوتٍ عالٍ: «هل أُجْبِرَ على ذلك؟»
كيسي: «على الإطلاق. في الحقيقة، حاولوا استبقاءه. ولكنه لم يحب منصب الرئيس التنفيذي. وقال إن المنصب جعله مشغولًا بدرجة زائدة عن الحَدِّ. ومن ثَم، فقد أقام شركة استشارية مختصة في علاج المشكلات في الشركات المضطربة.»
ضحكَ ويل وقال: «رائع.»
تابعَ كيسي إخبار مساعِده السابق بآخِر أخبار الفريق، بمَن فيهم التنفيذيون الجُدد الذين انضموا إليه. وأخبرَ كيسي ويل عن مبيعات شركة «يب» لمنتجاتها المتنوعة، وعن نجاح صفقات الرعاية التي أبرمتها.
وبقدر ما استمتع ويل بسماع كلِّ ذلك، كان هناك شيءٌ واحد أراد معرفته. ومن ثَم، سأل: «كيف تسير الاجتماعات؟»
ردَّ كيسي: «يا إلهي، لقد توقَّفنا عن عقد أية اجتماعات.» قال ذلك وهو يستعد لتسديد الكرة.
صُعِقَ ويل: «ماذا؟»
كيسي: «نعم، نحن نتبادل فقط الرسائل الإلكترونية لاتخاذ القرارات الآن، يبدو هذا أكثر فعالية.» أخرجَ كيسي الكرة من فتحة التسديد، ثم نظرَ إلى ويل. وكان مبتسمًا.
ويل: «إذن كانت هذه مزحة؟ أرجوك أخبرني أنها كانت مزحة.»
ضحكَ كيسي. وقال: «بالتأكيد كانت مزحة. لا تقلق، ما زلنا نعقد الاجتماعات. وبالطريقة نفسها التي ساعدتنا على إعدادها. ولكن كان يجب أن تكون معنا عندما انضم إلينا الأعضاء الجُدد. لقد اعتقدوا أننا معتوهون بسبب كل هذا الصراع والدراما. ولكنهم صاروا يحبون ذلك الآن.»
وبينما كان كيسي يقف بجوار ويل رأى صديقه القديم وناصِحه المخلص كين بيترسون يضرب الكرة، أصبحَ فجأة متأثرًا جدًّا بما قدَّمه له الرجلان، الأب والابن.
ولمَّا لم يعرف كيسي كيف يعبِّر عن مشاعره في هذه اللحظة، وضعَ ذراعه على كتف ويل بطريقة أبوية. ولم يقل شيئًا.