فتور الهمَّة
على عكس الأقوياء من منافسيهم، لم يشعر الموظفون في شركة «يب» قط بأنهم مضطرون للبقاء في الشركة حتى المساء أو للعمل أثناء العطلات الأسبوعية، إلى جانب أنهم لم يكونوا يتحدثون كثيرًا في شئون العمل خارج جدران الشركة. ونادرًا ما كانت المعلومات عن الشركات المنافسة أو أخبار الصناعة تجد طريقها إلى المناقشات التي تدور في الأروقة بين عامة الموظفين، ويبدو أنهم كانوا يميلون للحديث عن موضوعات أخرى أكثر أهمية بالنسبة لهم كالتلفزيون ومباريات كرة القدم.
وعندما كان الموظفون يغادرون مونتيري لحضور معرض تِجاري أو مؤتمر صناعي، كانوا يعودون دائمًا منبهرين بحماس العملاء والموزعين لمنتجات شركة «يب»، ومدى تناقض هذا مع موقف موظفي الشركة أنفسهم.
وكان الموظفون المُعيَّنون حديثًا يندهشون أيضًا لما يرونه من فتور الهمة بعد الانضمام للشركة. ولكنهم — كزملائهم في العمل — سرعان ما تعلَّموا أن يتقبلوا حقيقة أن شركة «يب» لن تصل لتحقيق النجاح الذي تستحقه منتجاتها، وذلك نتيجة لما وصفوه بالأداء المتوسط الذي عمَّ أرجاء الشركة.
ولكن مع كل هذا، نادرًا ما كان الموظفون يتركون الشركة. فقد كان قائدهم رجلًا في غاية الطيبة، ولم يكن سيئًا كغيره من الرؤساء التنفيذيين الذين عملوا معهم من قبل. وبالإضافة إلى ذلك، إلى أين كانوا يستطيعون أن يذهبوا؟ فلم تكن هناك فرص أفضل للعمل في هذا المجتمع الساحلي الذي يغلب عليه النشاط السياحي.
وحتى أكثر الموظفين طموحًا تعلَّموا أن يتقبلوا وضعهم لأنهم لم يستطيعوا تصوُّر العيش في مكان آخر. وما دام كيسي هو المالك الوحيد للشركة، فلا أمل في تبدُّل الأحوال.
ولكن دوام الحال من المحال.