عمل الكاتب؛ الكاتب وهو يعمل
«إنني أعني هنا السِّيرة الأدبية للكاتب في كونها تمثِّل في حدِّ ذاتها مَناط عمله، اختصاصه أو حِرفته التي لن يعرف أصولَها أو يَمهر فيها غيرُه. أَجَل، إنها الحِرفة أولًا وأخيرًا التي لا نُعِيرها — نحن عربَ اليومِ — كبيرَ قيمة، مع أن أجدادنا النقَّاد القدامى وضعوها في عِداد الصناعة، وقنَّنوا ضوابطها.»
في بعض الأحايين حينما نقرأ كتابًا ما، يتبادر إلى أذهاننا سؤال: كيف أخرَج لنا المؤلِّف هذا الكتاب؟ لكن من الصعب الإجابة عن هذا السؤال؛ لأن موضوع صناعة الكتابة لم يُعِرْه اهتمامًا كبيرًا سوى القليل من الكتَّاب، على الرغم من أهميته؛ ومن هذا المنطلَق يأتي إلينا «أحمد المديني» بهذه الدراسة المُوجَزة والمهمة عن عمل الكاتب وخفاياه، وهي مقسَّمة إلى ثلاثة أقسام تتخلَّلها أمثلة لكبار الكُتَّاب الغربيِّين، خاصةً في مجال الأدب والرواية، وعُنِي فيها بتقصِّي خلفيتهم الإبداعية في الكتابة، إلى جانب تناوُل سِيَرهم الذاتية، كما استعرض ملاحظات بعض الكُتَّاب والشعراء وآراءَهم حول هذه الصناعة، فضلًا عن تقديمه مجموعةً من القواعد والشروط التي لا غِنى عنها للكاتب إذا أراد أن يكون عملُه ذا قِيمة إبداعية.