مقدمة الطبعة الثانية
ما يقرب من العشرين عامًا انقضَت، منذ انتهيتُ من كتابة هذا العمل كرسالة دكتوراه، وصدرَت طبعته الأولى عن دار فكر، وكان رأي مدير الدار حينذاك المرحوم الدكتور طاهر عبد الحكيم أن أقوم بتشذيب الرسالة من مادتها الأكاديمية؛ حتى تصلح لتناول المثقف العادي وليس الأكاديمي، ووافقتُه حينها على رأيه، وتم نشرها في طبعتها الأولى عام ١٩٨٨م.
وها أنا ذا أعيد نشر العمل مرة أخرى، لكن في صورته الأصلية؛ من باب التوثيق، حيث سيجد القارئ في هذه الطبعة زيادات الأصل، ودور الفلسفة الرابط بين التاريخ والفكر الديني، الذي كان موضوع الرسالة الأساسي.
ونظرًا لأن مقدمة الطبعة الأولى في رأيي فيها كفاية للتعريف بمضمون العمل وخطته؛ فقد رأيتُ عدم الاستطراد في هذه المقدمة، وترك القارئ أمام العمل مباشرة، مكتفيًا بالتنويه السالف.