الإنسان
دنيوي، عصري، إنساني، نفعي، ساخر، طينته عادية، مستر أمريكان!
هذه كلمات وصف بها فرنكلين، وأراد واصفوه بها أن يحصروه في قشرة بندقة كما يقولون في اصطلاحات الغرب، فأصاب كل منهم إصابة لا خلاف عليها، وأخطأ كل منهم خطأً لا بد أن يستدرك عند الإحاطة بصفات فرنكلين.
كل صفة من هذه الصفات لا تنبذ مرة واحدة ولا تؤخذ مرة واحدة؛ فهو في الحق دنيوي، وعصري، وإنساني، ونفعي، وساخر، وطينته عادية، ومستر أمريكان، وهو غير ذلك استدراكًا على جميع تلك الصفات.
وكذلك كان فرنكلين في رأي جميع عارفيه ومترجميه، ولكنهم عند إطلاق هذه الصفة على فرنكلين ينبغي أن يوسعوا آفاق الدنيا حتى تتسع لكل شواغله العقلية والعلمية وترجع بحدودها أفقًا وراء أفق حتى تصبح أوسع وأكبر من آفاق كثير من الحالمين المحسوبين من الخياليين. فلم يكن هنالك شيء دنيوي لم يكن دنيويًّا فيه، ولم يكن حاضرًا بين أعماقه وآفاقه، وليس كذلك كل الدنيويين.
وقد كان فرنكلين عصريًّا في نظرته إلى أحوال زمنه، وهذا وصف صحيح ينطبق عليه كل الانطباق، فلم يكن في عقله بقية من بقايا الزمن السالف تحول بينه وبين النظر المستقيم إلى أحوال عصره، ولم يكن في عقله هوى من الأهواء الغالبة يشط به إلى المستقبل البعيد، فيفهم الوقائع معلقة على شيء في الغيب المجهول، كان ينظر إلى عصره ويراه بغير حجاب من بقايا الماضي ولا أحلام المستقبل، وعلى هذه السنة بعينها يصبح عصريًّا بيننا لو عاد إلى القرن العشرين، وقد كان هو يتمنى لو يتاح للمرء أن يعاود الدنيا بعد الموت فيراها عصرًا بعد عصرًا، أو عصورًا بعد عصور. ونخاله لو عاد إلى الدنيا كما تمنى لما أدهشه شيء مما وقع فيها خلال هذه الأجيال، إلا أن تكون دهشته للسرعة والكثرة، لا للجوهر واللباب. فما من شيء حدث لم يكن عنده محتمل الحدوث، وما من نقيضة إنسانية كان في ظنه أنها ستزول خلال هذه الأجيال، ولا استثناء في ذلك للحروب العالمية؛ لأنه قدر لاتفاق الدول على اتقائها مائة وخمسين سنة أو مائتين. ولا يخفى أن الاتفاق على الاتقاء غير الاتقاء الناجح، وغير المنع في الواقع. فليس في العصر الحاضر ما لا يكون فرنكلين «عصريًّا» فيه بعد بضعة أيام، لو عاد.
وكان إنسانيًّا، أو كان إنسانًا من فرعه إلى قدمه، فلا همجية، ولا وحشية، ولا ادعاء للكمال والنزاهة «الملائكية».
إنسان معتدل، لا ملك ولا شيطان، ولا همجية تنبو عنها الإنسانية المهذبة المتحضرة، ولا وحشية تنم على النكسة في خلائق الإنسان.
إنسان بفضائله وإنسان بعيوبه، ولكن الصفة هنا لا تكفي وحدها، ولا تزال كغيرها من الصفات بحاجة إلى استدراك. فإذا كان الرجل إنسانًا بفضائله وعيوبه، فليس معنى ذلك أنه إنسان كسائر الناس أصحاب الفضائل والعيوب؛ لأنه كان يعمل مع الفطرة في تكوين فضائله وتثبيتها؛ وكان يتيقظ لعيوبه ويجاهد ما استطاع في إصلاحها، وكانت الأعذار إلى جانب عيوبه أرجح وأقوى من دواعي اللوم والزلل، ويصدق هذا على أكبر السقطات، كما يصدق على الهفوات الصغار.
فمن سقطاته المعيبة تلك العلاقات المريبة بينه وبين بعض النساء في شبابه، ومنهم «دبورا» التي تزوج بها بعد معاشرته لها بغير عقد ديني أو عرفي، وبغير تسجيل معترف به على نحو من الأنحاء.
وقد لقي جزاءه على هذه السقطات؛ لأن ابنه من إحداها — وليام — خذله وخذل قومه وانقلب على قضية الاستقلال ولاذ بالبلاد الإنجليزية بعيدًا من أبويه وذويه، وعاشت «دبورا» مهملة من جانب المجتمع بعد نباهة فرنكلين وارتفاع شأنه، فكانت كل دعوة إلى محفل من محافل الدولة أو الأمة تذكره بتلك السقطة وتنغص عليه حياته وحياة زوجته.
ولا يهم المؤرخ هنا هذا التفكير الذي لا يد له فيه، ولكنه يهمه أن يثبت ما له وما عليه في هذه السقطات. فقد كانت هذه السقطات كأمثالها من سقطات الناس في الضعف والغواية، ولكنها لم تكن كسقطات الناس في المعاذير وجهود الإصلاح، ولم يكن كل ذي سقطة قادرًا على أن يتشفع أمام عدالة الضمير بأعذار كأعذار فرنكلين، وجهود كجهوده في إصلاح الخطأ والصبر على تبعاته مختارًا بغير إكراه.
لقد كان من معاذيره شدة النفور في عصره من سلطان الكهنوت على جميع المذاهب، وكان من أسباب ذلك النفور الشديد بين المتحررين خاصة إفراط المتعصبين في الخرافة، وتصدي الجهلاء من رجال الدين للحكم فيها يجهلونه والاستهانة بالأرواح البريئة في سبيل العصبية التي كانوا يسمونها غيرة دينية أو حماسة روحية، وقد كانوا يتوهمون السحر في كل مشتغل بالعلم ويحرقون الساحر والساحرة؛ لأنهما من حلفاء الشيطان «محتكر» العلوم السوداء، على ما توهموه وتوارثوه بالتقاليد.
ومن السهل أن تتخيل شعور الرجل المطبوع على البحث العلمي نحو هذه السلطة، فإن «رد الفعل» أمامها خليق أن يذهب من النقيض إلى النقيض، فيمرق من سلطانها مروق التحدي والإصرار.
ومما يشفع لفرنكلين في سقطته أن «دبورا» لم تكن من النساء المبتذلات، وأنها لما تركها فرنكلين ليسافر إلى لندن تزوجت من رجل آخر ولبثت على ذمته إلى أن عاد فرنكلين من رحلته، ولما أراد أن يصحح خطأه ليتزوج منها حال العقد القائم بينه وبين إتمام عقد الزواج حتى تثبت وفاة الزوج الأول، وكان في وسع فرنكلين — وقد اشتهر وارتفع في سلم المجتمع — أن يتخلى عن هذه المرأة الجاهلة الفقيرة المهملة في حساب الطبقة العالية وفي حساب المتدينين من جميع الطبقات، ولم يكن عسيرًا عليه أن يختار له زوجًا تساعده بجاه الأسرة الاجتماعي، ولا تقف في سبيله عقبة دون المناصب العليا بقية حياته، ولكنه صنع الواجب الذي أوحاه إليه ضميره وآثر وحي الضمير على المصلحة وحب الوصول.
وتستدرك صفة الإنسانية إذا نسبت إلى فرنكلين على غير الوجه المتقدم في معانيها الكثيرة: فقد كان من معاني الإنسانية إيمان المرء بخير الإنسانية، ورفضه كل عقيدة دينية غير العقيدة الموضوعة، وكان فرنكلين يؤمن بخير الإنسانية، ويعمل له، وسوى بين الناس جميعًا في الأخوة البشرية، ولكنه لم ينكر وجود الإله، ولا وجوب الاقتداء بفضائل السيد المسيح.
وكان من معاني الإنسانية حب المسالمة، وطيبة القلب، ووداعة الأخلاق، وفرنكلين كان ولا ريب مسالمًا طيبًا وديع الأخلاق، ولكننا نجهله إذا فهمنا من المسالمة أنه كان يفرق من العداوة ويتجنبها بكل ثمن وكل وسيلة. لقد كان حقَّا يكره المعاداة ولا يستثيرها، ولكنه كان إذا جاءته العداوة إلى باب داره بغير داعٍ ولغير مساءة منه لم يجفل منها وأهملها ذلك الإهمال الذي يلهب الغضب ويؤجج سعير الحسد ويغنيه عن الانتقام، ولم يمزح حين قال: إن الانتقام الحسن من حساده وأعدائه إنما هو الاستزادة من أسباب حسدهم وعداوتهم، وإنه في غنى عن مقابلة الحسد بالانتقام؛ لأن حساده ينتقمون له من أنفسهم، فقد كان حقًّا يؤمن بهذه الفكرة، كأنها فكرة علمية مقدرة بنتائجها موزونة بميزانها، فهو الرابح إذا تقدم ونجح، وحساده هم الخاسرون إذا حسدوه على التقدم والنجاح.
وليس في مقدور عدو من أعداء فرنكلين أن ينسب إليه حب المنفعة على حالة من هاتين الحالتين. ولا نعيد هنا ما ذكرناه — في الكلام على فرنكلين العالم — عن زهده في جميع المنافع التي تعود عليه من تسجيل اختراع الموقد المعروف باسمه، ولا عن زهده في مكاسب المخترعات الأخرى، ومنها الشائع المتداول كالنظارات وأعمدة الصواعق، ولكننا نذكر موقفه في الأعمال الوطنية التي لا تخفى عليه عواقبها وهو من هو في كياسته، وبعد نظره، واختباره للطبائع البشرية، وتجاربه لحظوظ العاملين من العرفان بالجميل. فقد كان ينوب عن بعض الولايات في لندن ليعرض على حكومة الدولة وجهة نظر الولايات، ويقضي لها مصالحها في دواوين الرياسة، وكان يعلم أن إغضاب رؤساء تلك الدواوين يزعزع مركزه عند الولاية التي ينوب عنها؛ لأنها لا ترجو نفعًا من وكيل ينفر منه الرؤساء، ويوصدون في وجهه أبواب الشفاعة والوساطة، فلم يمنعه علمه بذلك أن يغضب الرؤساء كلما وجب أن يخاطبهم بالحق الصراح الذي لا يقبلونه، وأغضبهم فعلًا مع اشتهاره بالمسالمة والقدرة على القول اللين والعبارة السائغة، ولما حافظت الولايات على وكالته واستحيت من جزائه بالفصل على أمانته وحسن خدمته، أعفاها هو من ذلك الموقف الحرج واستعفاها باختياره؛ ليفتح أمامها باب الانتفاع بوساطة وكيل غيره، وقد ظهر في أخريات حياته وبعد مماته أنه كان يحتاج إلى إنفاق المال لخدمة المصلحة الوطنية، ويستبطئ الإجراءات التي لا بد منها لإقناع المراجع المعتمدة بضرورة إنفاقه وإرساله، فينفقه من ماله الخاص وتنقضي السنون ولا يتمكن من استرداده وهو خارج بلاده. ثم يعود إلى بلاده وقد تغير الحكام والنواب وتتابعت الشواغل المستحدثة كل يوم من أيام الاستقلال الأولى، فيلوذ بالصمت ويترك ما أنفقه غير مقتصر في المصالح الوطنية الجديدة التي توكل إليه.
والسخرية التي ألفها الأصدقاء والشعراء من كلام فرنكلين وكتابته سمة أدبية ونفسية في وقت واحد، وقد تلحق بطبيعته الواقعية النفعية التي تعرف الناس حقيقتهم، وتعرف الرياء والصدق من دعاويهم، ولا تنتظر منهم في الدين والدنيا فوق طاقتهم، وهي أشبه بابتسامة الأب لطفله الذي يريد أن يراوغه ويحتال على خداعه وهو لا يحتاج منه إلى الخديعة لاستجابة رجائه أو قبول معاذيره. وقد أثرت لفرنكلين سخريات تضارع سخريات فولتير الفرنسي، وسويفت الأيرلندي، وهما علمان من أكبر أعلام النقد الساخر في الآداب الغربية، ولكنها سخريات سليمة من طعنات فولتير المناضل، ووخزات سويفت السوداوي الناقم، وليست له سخرية يفارقها العطف على المعارضين والموافقين، كتلك السخريات المسمومة التي تتخلل كتابات سويفت كثيرًا، وتتخلل كتابات فولتير من حين إلى حين.
والطينة العادية من الصفات التي تكررت في تراجم نقاده ومؤرخيه.
ولا كذب في وصف النقاد والمؤرخين، وإنما الكذب — أو الخطأ — في تقدير هذه الطينة العادية التي خلق منها هذا الرجل العظيم.
إن اللبنة طينة عادية، والقصر الذي يبنى باللبن طينة عادية، ولكن القصر واللبنة شيئان مختلفان.
إن الرجل الذي يكون «عاديًّا» في ملكة واحدة يقال بحق: إنه من طينة عادية.
ولكن الرجل الذي يكون عاديًّا في عشرين ملكة، وفي كل ما تصدى له من الأعمال والأفكار لا يحسب إنسانًا عاديًّا نراه بيننا كل يوم.
إن الوسط في القوة البدنية وسط.
ولكن الوسط في القوة البدنية، وفي القوة الفكرية، وفي القوة الخلقية، وفي قوة التفكير حين تتجه إلى العلم، وحين تتجه إلى الأدب، وحين تتجه إلى السياسة، وحين تتجه إلى الحياة العامة، لا يقال عنه: إنه وسط، ولا إنه في مرتبة من العظمة الإنسانية دون مرتبة العظماء المرتفعين المحلقين في جو واحد من أجواء القدرة والكفاية.
وهذه عظمة أحب إلى الناس، وينبغي أن تكون أحب إليهم وأنفع لهم وأولى بالكتابة عنها لطلاب القدوة والحوافز النفسية، فإن الاقتداء بالعظمة المحلقة في السماوات ييئس من يلمس جنبيه فلا يجد فيهما الجناحين القادرين على التحليق، ولكنه إذا رأى أمامه عظيمًا يمشي على القدمين في كل طريق يعبره أمثاله لم ييأس من الاقتداء والمشابهة، وإن لم يكن مثله وسطًا في عشرات من الكفايات والملكات.
طينة عادية نعم، وهذه هي العظمة التي يفهمها العاديون في جميع نواحيها، وتنعت حولها الصلة المحكمة بين العظماء من بني الإنسان وغير العظماء.
«والمستر أمريكان» أحدث ما وصف به فرنكلين الإنسان في كتابات المعاصرين.
والذين وصفوه بهذه الصفة يعنون أنه أول نموذج للأمريكي من الأمريكيين، وأنه لو عاد إلى الحياة اليوم مع رهط من زملائه آباء الاستقلال لم يستغربه أحد، ولم يستغرب هو أحدًا ممن حوله، وقد تحيط الغرابة بين الأمريكيين المعاصرين بواشنطون وآدمز وهاملتون وجفرسون وسائر القادة المدنيين والعسكريين.
وهذه الصورة صحيحة في مجموعها في انتظار التكملة اللاحقة بها، كجميع تلك الصور التي أريد بها حصر الرجل في قشرة البندقة.
والتكملة التي تلحق بهذه الصورة أنه إذا عاد إلى الحياة عاد كما كان في أيام الحياة؛ مستر أمريكان في إنجلترا، ومستر أمريكان في فرنسا، ومستر أمريكان في أمريكا، ومستر آدم مع هذا حيث كان، لا يحس القلق والغرابة في بيئة ينتقل إليها ويقيم فيها، فهو أمريكي مستريح بين الأمريكيين، وأمريكي مستريح بين الفرنسيين، وبين الإنجليز، وبين من شاء من العالمين. فإذا أراد أحد بقوله عنه أنه «مستر أمريكان» أن يصبغه بصبغة خاصة تلائم هذه البيئة، ولا تلائم تلك، فهذا هو موضع النقص في التصوير.
كان دنيويًّا عصريًّا إنسانيًّا نفعيًّا ساخرًا من طينة عادية، ولم تكن فيه صفة من هذه الصفات تناقض الأخرى، أو توضع لاستثنائها وإقصائها.
وكان إنسانًا لا تنتظر منه الخوارق، ولكن الخوارق التي جاءت منه أنه كان وسطًا في أشياء كثيرة، فكان عظيمًا لهذا التوسط القليل النظير.
وكانت ملكة العالم هي الملكة الغالبة عليه كما تقدم في الكلام على أعماله العلمية.
إلا أننا نستطيع أن نقول عنه: إنه «إنسان علمي» بمعنى غير ذلك المعنى، وهو تفسير كل خلق من أخلاقه تفسيرًا علميًّا لا يحير الباحث ولا يدفع به في معترك النقائض والشكوك.
كل صفة فيه واقعة خاضعة للبحث العلمي والتفسير بالمبادئ العلمية، حتى الطيبة والسماحة والاعتدال.
فمن مبادئ العلم أن الطاقة تأخذ بمبدأ المجهود الأقل، وأن الأداة المحكمة هي الأداة التي تصرف كل طاقة إلى موضعها ولا تبددها.
فرنكلين كان «طيبًا» علميًّا، وسمحًا علميًّا، ومعتدلًا في أخلاقه علميًّا على جميع الأحوال.
كان لا ينتقم من أعدائه، ولا يضيع جهوده في الانتقام منهم؛ لأنه عمل لا حاجة به إليه.
وكان يفضل الفضيلة ويقول بعد البحث: إن الخبثاء لو عرفوا فضلها لأصبحوا فضلاء بوحي من الخباثة؛ لأن الخلق الكريم بعد الموازنة بين الجهود الصالحة والجهود الضائعة أبقى الجهود وأنفعها وأحقها بالحرص عليه.
وليكن ذلك صحيحًا في عرف الناس أو غير صحيح، فإنما المهم هنا أنه صحيح في التطبيق العلمي كما يطبقه فرنكلين، وفي الجهود النفسية كما يحسها فرنكلين، وفي هذا الإنسان العلمي الذي يطبق العلم ويطابقه باختياره وبغير اختياره.
إنسان لا يحير أحدًا في أمره، ولا نخال أحدًا حيره في شأن من شئون الطبيعة الإنسانية، فهو لا يفرض على الدنيا لونًا لا يراه فيها، ولا يزال متفتح الذهن لكل غريبة من غرائبها، فلا يصل إليها أو تصل إليه حتى يراها في موضعها، صالحة لأن تقترن بالموجودات كلها في مواضعها، وإنما تأتي الحيرة من المفاجأة، وتأتي الغرابة من تضييق الحدود التي تتفتح لها الأذهان، فإن بقي الذهن متفتحًا بغير حدود فكل وارد ضيف مقبول غير محتاج إلى جواز «أجنبي» أو إذن بالدخول.