ملك القطن

المنظر

(يُفتح الستار على عوض وسعد زغلول يَلعبان على الأكياس القريبة من الباب. السنباطي جالس على كيس في الوسط. الزوجة تَخيط جلبابًا لابنها الكبير على ماكينة خياطة برجْلٍ قديمة، ولها صوت مُزعِج. والماكينة موضوعة قريبًا من البوابة.)

الوقت

(قبيل غروب أحد أيام أكتوبر.)

(السنباطي جالس إلى كيس في الوسط يرتدي جلبابًا إفرنجيًّا أبيض، وعاريَ الرأس، وواضعًا ساقًا فوق ساق، ومنهمكًا في الحساب في دفتر ببرواز أحمر معه. يحسب أحيانًا، وأحيانًا يضع القلم بين أسنانه، يُكلِّم نفسه، ولكنه يوجه الكلام بحيث يبدو وكأنه يكلم كيسًا من الأكياس.)

(يحاول الصعود.)

(تتهادى إلى البيت بلا حماس.)

(يدخل قمحاوي مرتديًا سروالًا طويلًا يمتد إلى ما تحت الركبة بكثير وصديري، وله شارب أشيب، وذقن نامية، ويمشي على الدوام منحنيًا. وعلى رأسه عمامة متسخة. وكلامه همهمة، وحين يراه السنباطي داخلًا ينهمك، وهو لا يزال مرتديًا جلباب ابنه فوق جلبابه، في الكتابة والتحديق في الدفتر. يمر به قمحاوي، وهو لا يزال يتمتم بختام الصلاة، ويتجاوزه دون أن ينطق حرفًا، وينحني على فصوص القطن المبعثرة على الأرض، ويلتقطها ويضعها في يده.)

(قمحاوي: ينظر إليه ولا يتكلم.)

(يخرج من المسرح وهو يصرخ ويتوعد.)

(يدخل إلى المنزل.)

(تتلفت فلا تجد أحدًا.)

(يقول هذا فلا يظهر بنت ولا ولد.)

(الشوادفي يجلس على الكيس، وعلى الكيس المقابل يجلس السنباطي، ويجلس قمحاوي القُرفصاء على الأرض.)

(يدخل ابن السنباطي سعد، وابن قمحاوي عوض، وهما على هيئة قطار؛ سعد هو الرأس، عوض ممسكًا ذيله.)

(عوض وسعد يبتعدان عن بعضهما بعض الوقت، ثم يُساهيان الجماعة ويعودان إلى اللعب بعد حين.)

(صمت.)

(السنباطي: يقوم ويفتح الدفتر على صفحة قمحاوي.)

(يمد يده في داخل جيبه، ولكنه يتمهل ولا يخرج شيئًا.)

(السنباطي: يقوم ويدخل إلى بيته.)

(يسمع تصفيق من الخارج.)

(يأخذه إلى الناحية اليمنى من المسرح، ويظلان يتهامسان ويحسبان، والابن يخطط على الأرض ويجمع ويطرح.)

(كمال ينتهي من التسليم ويقف في منتهى الكسوف والخجل.)

(التاجر والحاج يظلان يسمعان الأخبار ويسدان آذانهما.)

(يتنهد.)

(قمحاوي وابنه وامراته في طريقهم للخارج.)

(يذهب إليه ويحضره.)

(تبدأ دخانة تتصاعد من داخل المنزل.)