أعجب ما كان في الرق عند الرومان
في الوَقْتِ الَّذِي كانَ فِيهِ كَثِيرٌ مِن دُوَلِ العالَمِ يَخُوضُ حُرُوبَهُ ضِدَّ العُبُودِيةِ وتِجارةِ الرَّقِيقِ في أَواخِرِ القرْنِ التاسِعَ عَشَر، كانَتْ هُناكَ أَصْواتٌ في الغَربِ تَتَعامَلُ معَ الِاسْتِرقاقِ وسُوءِ مُعامَلةِ الرَّقِيقِ عَلى أنَّهُ مِيراثٌ دِينيٌّ (إِسْلامِيٌّ عَلى وَجْهِ الخُصُوص)، وهُوَ الأمْرُ الَّذِي أَثَارَ حَفِيظةَ المُنْصِفِين، فَضْلًا عَنِ الكُتَّابِ والمُفكِّرينَ الَّذِينَ انْبَرَوْا لِدَحْضِ هَذا الِادِّعاء، فَجَاءَ كِتَابُ «الرِّق فِي الإِسْلام»، وتَبِعَهُ الكِتَابُ الَّذِي بَيْنَ أَيْدِينا، والَّذِي خَصَّصَه «مصطفى كامل» لِمُواجَهةِ الأوروبيِّينَ بِصُورةِ أَسْلَافِهم، في مُحاوَلةٍ رُبَّما للبَرْهَنةِ عَلى أنَّ أَصْحابَ الدَّعْوَى أَسْبَقُ وأَجْدَرُ بِأنْ يَكُونوا في مَوْضِعِ الِاتِّهامِ مِنَ المُدَّعَى عَلَيْهم، مُسْتَعْرِضًا عَجائِبَ وفَظائِعَ الِاسْتِرقاقِ عِندَ الشُّعُوبِ الأوروبيَّةِ القَدِيمة.