الفصل الثالث
في حالة العبيد ومعاملتهم
إن حالة العبيد تختلف حسبما تكون بالنسبة للسيد أو بالنسبة للاجتماع الروماني.
- معاملة السيد لعبده: إن القاعدة القديمة الرومانية هي أن العبد وما ملكت يداه لسيده؛ بمعنى أن لكل سيد سلطة تامة على شخص العبد وماله، ولكن هذه السلطة قيدت في الأعصر الرومانية الأخيرة تقييدًا جعلها وقفت عند حد لا تتعداه.
- سلطة السيد على شخص العبد: كانت هذه السلطة في بادئ الأمر مطلقة لا حد لها، ولكن مع الزمن وتقدم الأمة الرومانية في الحرب تعاظم عدد العبيد في المدينة، وزاد سوء تصرف الأهالي في هؤلاء المملوكين، حتى أصدر أنتونيان الملقب بالصالح أمره بأن كل سيد قَتل عبده من غير سبب يعاقب بالإعدام أو بالنفي، وكذلك كل مَن عامل عبده بقسوة يلزمه بيعه — وقصد الشارع بذلك أنه ربما يملك لسيد شفوق — هذا مع حفظ ولاية التأديب للسيد، فضلًا عن أنه حر في بيعه ورهنه وتركه إن شاء.
-
سلطة السيد على أموال عبده: إن سلطة السيد على المال بقيت بحالة واحدة زمنًا مديدًا؛ أي إن الأعصر لم
تغير شيئًا من تصرفات السيد في أموال العبد واعتبارها له كلها؛ فالسيد في
كل الأوقات مالك لجميع أموال عبده، وله أن يعطيه شيئًا من المال يتصرف فيه،
له استردادُه منه متى أراد، ويسمى
Pécule.
ولما كان كل ما يمتلكه العبد لسيده؛ صح أن ينوب عنه في عقد العقود التي يكون السيد فيها دائنًا لا مدينًا.
(١) العبيد في الجمعية الرومانية
إن زواج العبد في الاجتماع الروماني معتبر غير شرعي، كما قدمنا ذلك في أول
الرسالة؛ فلا يتوارث به الزوجان، والعبيد وإن اعتبروا كمنقولات تتكلم؛ إلا أن
الجرائم المرتكبة من الأجانب نحوهم تسبب للمذنب عقابًا تختلف شدته حسب الأعصر، وهم
إن ارتكبوا ذنوبًا ضد الهيئة الاجتماعية يعاقبوا أشد العقاب، وغير ما ذكر من العبيد
نوعان تخالف الحكام السابقة وهما:
- أولًا: عبيد الكافة، وهم ملك الحكومة، ولهم أن يتركوا جزءًا من أموالهم لا يتجاوز النصف لأولادهم في وصيتهم.
- ثانيًا: عبيد لا سيد لهم وهم نوعان:
- (١) عبيد عوقب سيدهم عقوبات قاسية.
- (٢) عبيد تركتهم أصحابهم، وهؤلاء الأخيرون يسهل عتقهم؛ حيث لا موالي لهم.