نحو مرقص الحيَاة (١)
… ولما انتهى دور الوقوف في الكوة وجدتني بين الجماهير ووجهتي مرقص الحياة، جاهلة من ذا يسيرني وإياهم، وبأي دافع هم يسيرون، فتناولني حينًا دوار الاختلاط بالجمع الكبير، إلا أن الشخصية العامة لم تستولِ عليَّ فتغرق في قدرتها عجزي، بل بقيت أنا تلك الصغيرة الضعيفة الحائرة وسط المعضلات والرزايا. ولم يفتأ ذلك الوحي المعذب يهمس في سورته، وذلك الاحتياج المتوهج يضرم في ناره، ففهمت أمرًا آخر؛ وهو أنه حيث تكون العاطفة متيقظة مرهفة، فهناك النزاع الأليم والاستشهاد، وإذا رافقتها الأنفة وشرف السكوت على مضض الحروق والكروب، فهناك مأساة الصلب تتجدد مع الأيام …