كيف تذوقت الأدب العربي قبل أن أعرف القراءة والكتابة؟!
كنت في سن السادسة لما كان شقيقي في سن السادسة عشرة، وكان طالبًا في المدارس الثانوية، وقد ألف مجالستي، فكان يقرأ لي في كتب الأدب القديمة كالأغاني وغيره، وكنت أُصغي إليه باهتمام حتى تعودت فهمها، وكان إذا حاول حفظ قصيدة كلفته المدرسة حفظها، حفظتها معه، ولا يخفى أن موهبة الحفظ قوية عند صغار الأطفال؛ فهم لا يجدون فيها صعوبةً؛ ولهذا كنت كثيرًا ما أحفظ القصيدة بمجرد استماعي له وهو يقرؤها قبل أن يحفظها هو، وكان يسره ذلك فيسمِّعها لي، ويطلب مني أن أسمِّعها له، وهكذا تمت بيننا الصداقة والألفة، واستطعت أنا أن أتذوق الأدب العربي قبل أن أعرف الألف من الباء.