الفصل الثالث عشر
حين صدر قانون الإصلاح الزراعي الأول لم يمس سباعي؛ فقد كانت أرضه لا تزيد عن المائة فدان إلا قليلًا، وكانت أرض زوجته تقارب السبعين فدانًا. أما شعبان فقد كانت أرضه تقارب المائة والأربعين فدانًا، ولكنه أحسَّ بما تحمله هذه القوانين في طواياها فطلب إلى سباعي: بِعْ أرضي.
– ماذا تقول؟
– أنا لستُ فلاحًا، والدولة أصبحَت لا تُحب المُلَّاك.
وفكَّر سباعي قليلًا، إنه يرى في كلام شعبان حقًّا، ولكن بيع هذه الأرض سيجعل المساحة التي يُشرِف عليها تتقلَّص فنظر إلى شعبان طويلًا، ثم قال: ما رأيك أبيع أرضك ولا أبيعها؟
– وكيف؟
– أكتبها بأسماءِ فلاحين آخرين، وأستكتبهم أوراقًا بمبالغ من ثمنها.
– الله أكبر، أحاول أن أهرب من الحكومة فأقع في أيدي ناسٍ الله أعلم بذمتهم!
– أيجرؤ أحد منهم أن يطالب بالأرض؟
– يجرؤ أحد، ويقول إن هذا البائع هو ابن عز الدين الخولي، وإنه اغتصب منا كمبيالات. لا، لا يا عم، إلا هذا، وأنا ما حاجتي إلى الأرض؟ بعها يا سباعي، واسمع مني نصيحة: هذا الزمن يجب أن تعرف أنه غير الزمن الذي نعرفه، والله وحده يعلم ما مصير المُلَّاك فيه.
– والله كلامك معقول.
– بعْ أرضي الآن، وأنت اليوم تستطيع أن تُحسن بيعها قبل أن تضيع مني.
– وماذا ستعمل بالفلوس؟ تصرفها على إياهن؟
– أنا أحب المتعة، ولكني صاحب أولاد وقد فكَّرت جيدًا.
– ماذا ستفعل؟
– سأعطي الفلوس كلها للأمير، وإن شئت أن تطمئن عليَّ فسلمها أنت له.
– وبعدُ.
– سيضعها في أحد مشاريعه وسيعطيني مرتبًا شهريًّا أكبر من ريع الأرض خمس مرات، وآخر السنة يعطيني بقية أرباحي، ويبقى رأس المال كما هو، وحتى يزداد اطمئنانك سيضع المال باسم وليد وسمية بالنصيب الشرعي.
– وهو كذلك.
– كم يستغرق بيع الأرض؟
– لو كان غيري الذي يبيع لاستغرق بيعها شهورًا قد تصل سنوات، أما أنا ففي مدَى شهرٍ واحد سأكون قد بعت الأرض.
وأنفذ سباعي وعده، وكان الأمر ميسورًا بالنسبة إليه فقد أمر كل مستأجر في الأرض أن يشتري الأرض التي يزرعها، ولم يبالغ في الثمن وسارع المستأجرون يشترون فقد كانوا على ثقة أنهم لن يحصلوا على هذه الأرض تطبيقًا لقانون الإصلاح الزراعي، الذي سمح للمالك أن يستبقي مائتي فدان إذا لم يكن له أبناء وثلاثمائة إذا كان أبًا، وشعبان أبٌ، وأين مائة وأربعون من ثلاثمائة؟ ولم يكن عسيرًا على المستأجرين أن يحصلوا على أثمان الأرض؛ فمن لم يكن منهم ميسورًا كان يسيرًا عليه أن يستدين المبلغ أو يتقاسم الأرض مع ميسور، على أن يُسدد هو ما عليه على مدى الأيام.
باع سباعي الأرض جميعًا، وأبلغ شعبان بأن ثمن الأرض جميعه معه، وقال شعبان في فرحة: يعمر بيتك. ما رأيك؟ الأمير هنا هذه الأيام سأدعوه للغداء عندك بعد غد، وسيتم كل شيء أمامك.
– وهو كذلك، يا مرحبًا.
وتم الأمر كما رتَّبَه شعبان، وأصبح شعبان لا يملك قيراطًا واحدًا من الأرض.
•••
كان سباعي قد انضم إلى التنظيمات السياسية الجديدة، ولهذا لم يكن عجيبًا أن تُرشِّحَه الحكومة في دائرة عز الدين الخولي. وبدأَت الانتخابات، وطلب صلاح أن يأتي إلى البلدة ليكون مع أبيه أثناء مروره بالدائرة. وأحب سباعي أن يشهد صلاح أباه والناس تهتف باسمه والخطب تُلقى في مديحه. وجاء صلاح ورأى عجبًا، رأى أباه يمر بالدائرة ولكن محوطًا دائمًا بالسلاح يُشهِره أبو سريع ورجاله، ورأى في نقاء صباه أن الناس تهتف ولكن العيون والوجوه لا تهتف. وسمع الخطب تُلقى ولكن الخطباء يتكلمون مذعورين؛ فالأوجه منهم باسرة وعلى الجبين منهم حسرة، وفي أصواتهم رنين المقهورين من الرجال فعْلَ المغلوب على أمره، لا اختيار له.
قليلًا ما بقي. وعجب أبوه ألا يفرح صلاح بما يرى، واستَبعَد أن يكون قد وصل ببصيرته إلى خفايا النفوس. وما كان يتصور أن الروح الشفيفة ترى من الأشياء ما تُخطئه العيون. وحزر أن يكون أحدٌ قد هجس في أذن صلاح بجبروت أبيه، ولكنه استبعد هذا الحزر أيضًا؛ فمن ذاك الذي يجرؤ على أن يُقدِم على هذه الهمسة. إذن فلماذا يطلب صلاح أن يعود إلى القاهرة؟
– ورائي مذاكرة.
– ألا تريد أن تنتظر حتى تعرف النتيجة؟
– المرشَّح الآخر واضح الضعف، وأنا واثق من نجاحك.
وسافر صلاح عائدًا إلى القاهرة وفي نفسه الكثير مما لو أراد أن يُعبِّر عنه لما استطاع. إنها مجرد مشاعر. إن حاول أن يسأل ستَّه أو عمَّه أو عمَّته فإنهم جميعًا سيطلبون إليه ألا يفكر في هذا الذي يغشي ظنونه. وكيف لأُمٍّ أو لأخٍ أو لأختٍ أن يُشوِّهوا ابنهم أو أخاهم أمام ابنه؟
طوَّق نفسه على ما بها وصمَت، ولكن نفسه أبت عليه هذا الصمت، قال لعمر: يا أخي، سبحان الله! هناك شيء في البلدة لا أعرف كيف أقوله …
– ماذا؟
– الناس تخاف من أبي.
– وماذا في هذا؟
– الكلام معك لا يُجدي.
وانتظر فرصةً في فسحة الظهيرة وذهب إلى زوج عمَّته؛ فقد أصبح هو وعمر تلميذَين في المدرسة نفسها التي يعمل ياسين مدرسًا بها. وكان صلاح يُحس نحو ياسين بنوةً صادقة يمازجها إعجابٌ شديد؛ فقد استطاع ياسين أن يُرسي في نفسه حب الله والطمأنينة إليه بما علَّمه من الدين، وما حبَّبه في القراءة وفي كل المعاني التي أصبح صلاح يجد فيها سموًّا وقربًا من السماء، كما استطاع أن يجعله يُحب أن يذاكر لا للنجاح ولكن للعلم. وإن كان صلاح في سنه هذه الباكرة المُتشوِّقة في مطالع الشباب الأُولى إلى الغد لا يستطيع أن يُقدِّر فضل ياسين عليه بالعقل والمنطق، إلا أنه كان يشعُر بهذا الفضل بنقاء هذه السن التي تتمازج فيها الطفولة مع الشباب.
– عم ياسين، أريدك في كلمة.
وكان ياسين في حجرة المدرسين فقال: تعالَ، وقل.
– لا، إذا سمحت، نتمشَّى في الفناء.
ورأى ياسين على وجه الصبي الذي ربَّاه خلجاتٍ لم يشهدها عليه قبل اليوم فقام إليه، وقال صلاح في لجلجة: لا أعرف كيف أبدأ، ولكن أنا لم أكمل الانتخابات مع أبي.
– أعرف ذلك، وحسنًا فعلت حتى لا يفوتك شيء من الدراسة.
– هذا ما قلته له، ولكن ليس هذا ما جعلني أترك المعركة الانتخابية.
وصمت ياسين قليلًا، ثم قال: الحق أنا دُهِشتُ لهذا الذي فعلتَه؛ فالشباب في سنك يُحبون هذه المعارك ويسعَوْن إليها، فما الذي جعلكَ تترك هذه المتعة؟
– كانوا يهتفون لأبي، ويُلْقون له الخطب، ويدقُّون الطبل والمزمار.
– ألم يسُرَّك أن تجد أباك محبوبًا؟
– هذا هو ما أرجعني.
– ألا تُحب أن تراه محبوبًا؟
– بل لا أتمنَّى شيئًا في حياتي قَدْر أن يكون أبي محبوبًا.
– ألم يكن ما رأيتَه علامات الحب؟
– بل هو علامات حب.
– إذن؟
– علاماتٌ غير صادقة، رأيتُ في العيون خوفًا، ورأيتُ في القلوب رعبًا. لم يكن الحب هو الذي رأيتُه.
وأطبَقَ الصمت بين المتحدثَين تمامًا. أما ياسين فلا يدري ماذا يقول. أيقول إنه انقطع عن الذهاب إلى البلدة حتى لا يسمع ما يصنعه نسيبه بالناس؟ أيروي لهذا الفتى الغَض كيف جمع أرضه وهو لم يرث عن أبيه إلا عُشرها تقريبًا؟ وما ذنب صلاح فيما صنع أبوه؟ ولكن هو يعرف منزلته عند صلاح ولا يُحب أن تهتز هذه المنزلة. من أجل مستقبل صلاح نفسه لا ينبغي أن تهتز هذه المنزلة. وإذا كذب عليه اليوم فهو في غدٍ سيعرف الحقيقة، فكيف ستكون نظرته إليه؟ ربما يُدرك ويُقدِّر، ولكن إذا أحسَّ أن أستاذه وزوج عمته الذي كان منه دائمًا بمكان الوالد يَكْذِبه فمن يصدُق إذن؟ وأين ينشُد الصدق إذا لم ينشُده عند الإنسان الذي يعتبره بغريزته الصافية أباه الروحي؟ ولماذا لم يُوجِّه هذا السؤال إلى عمته؟ بل لماذا تحرَّى أن يأخذ في هذا الحديث معه في المدرسة، وهو قادر دائمًا أن يُحادثه في البيت الذي يعتبره بيتًا ثانيًا له؟ أو لماذا لم يسأل جدَّته أو عمَّه؟ لقد خَشِي أن يُحرج أحدًا منهما، والوحيد الذي ألقى إليه بثقته هو أنا.
وتقبَّل صلاح الصمت الطويل، مُتصورًا أنه لم يستطع أن يحسن البيان عما يجيش بصدره. وأخيرًا تكلم ياسين: صلاح، اسمع، إنك غيرُ مسئولٍ عن أبيك.
– ولكنه مسئولٌ عني.
– ولكنك غيرُ مسئولٍ عنه.
– ولكن الناس تنسبني إليه، وأنا ابنه فعلًا.
– هذا يجعله مسئولًا عن الإنفاق عليك، ولكن حين تخرج إلى الحياة ستكون وحدك في مواجهتها؛ فهي لن تعرف إلا أنت. وإني أراك تحسن إعداد نفسك لمواجهتها، وحينئذٍ لن يقول الناس من أبوه، وإنما سيعاملونك مع موقفك منهم، ومع موقفك من الحياة، ومن البشر ومن الإنسانية. وحينئذٍ يصبح أبوك أيضًا وهو غير مسئولٍ عنك. إنه لم يقصر في شأنك.
– وهل المسئوليةُ مالٌ فقط يا عمي ياسين أفندي؟
– إنه اطمأن أنك معي، وأني أُحسن القيام بشأنك، وأنا لحسن حظه أو لحسن حظك مدرسٌ أيضًا، والتعامل مع الناشئين هو صناعتي وليست صناعته.
– اسمع يا عمي ياسين أفندي، إنك أجبت أحسن إجابة وإني أشكرك، ولقد قلتَ أكثر مما توقعتُ أن أسمعه منك. لن أفتح هذا الموضوع معك مرةً أخرى.
ودقَّ جرس المدرسة، وذهب المدرس إلى مكان المدرس والتلميذ إلى مكان التلميذ.
تُوفِّيتْ نبوية، واتصل خليل بأخيه، وأخبره.
•••
– سأقيم المأتم، وأنتظركم.
– لا تُقمِ المأتم.
– ماذا؟! كيف؟!
– لقد طلبَت أن يكون العزاء فيها أمام بيتي.
– أمرها، أجيء فورًا.
– بل انتظر.
– ماذا؟!
– لقد طلَبَت أيضًا أن تُدفَن إلى جانب أبي، فأعِدَّ مكانها وتعالَ لتتقبَّل العزاء.
•••
حدث انفصال سوريا. وصدرت القوانين في مصر بمصادرة شركات وأموال. وهكذا فقد خليل أغلب أمواله؛ فقد كان يضع كل ربحه من الطب في الأسهم شأن أغلب الأطباء. وكان رأيهم أنهم ليسوا فلاحين، وأن عملهم في العيادات وفي المستشفيات لن يسمح لهم أن يُباشروا أرضهم حتى ولو كانوا من هواة الزراعة، فإذا أرادوا أن يبنُوا عماراتٍ فهم قد رأَوْا ما حل بأصحاب العمارات من أهوال، فلم يكن أمامهم إلا الأسهم تعطيهم عائدًا دون أن تتطلب منهم مباشرة، ودون أن تُعرِّضَهم لما يتعرض له أصحاب الأملاك كافة، أرضًا كانت هذه الأملاك أو كانت عمارات.
وهكذا لم يَبقَ للدكتور خليل إلا أوشال، وضاع عليه جهد السنين الطويلة التي عاناها، والتي كان يأمل أن يجد فيها موئلًا حين يُفكِّر ابنه وهدان في الدراسة بالخارج، أو حين يأتي اليوم وتتزوج ابنته نبوية.
سبحانك يا رب! أهذه هي العدالة الاجتماعية؟ أخي الذي جمع ماله بهذه الوسائل لا يمَسُّه شيء وأنا الذي جمعتُ مالي بما يرضيك أصاب بهذه المصيبة؟! ولكنه سرعان ما نفض عن نفسه هذا الخاطر. إن الله عادل والذي أنزل بي هذا الخراب بشر من البشر. ولا يجوز لي أن أنفُسَ على أخي أنه لم يُمسَّ، ولكنها هواجسُ نفسي وليس لي فيها حيلة. الأمر لله من قبلُ ومن بعدُ.
أما فاطمة وعابدة فقد أصابتهما القوانين في دخلهما، ولم تُصِبْهما في رأس المال؛ فقد كان بطبيعته أقل من الحد الأدنى الذي أعفاه القانون.
ولكن المصيبة الحقيقية هي تلك التي نزلَت بعد أيامٍ بقدرية زوجة سباعي الذي أصبح عضوًا بمجلس الأمة؛ فقد صدر قرارٌ بمصادرة أموال أبناء المرحوم عز الدين الخولي وابنته. ونزل القرار بسباعي فاجعةً قاصفة. وراح يطرُقُ الأبواب بكل الوسائل التي يستطيعها ولكن هيهات! لا سبيل.
ليس عجيبًا أن يكون سباعي وحدَه هو الذي أَحسَّ بهول الكارثة؛ فقدرية لم تكن تدري عن الأرض شيئًا، وهي تعيش في حِمَى زوجها وتعلم أن شيئًا لن ينقصها، وما كانت مطالبها تزيد عما تحتاجه حياةٌ طيبة ليس فيها هوان وليس فيها أيُّ بذخ. أما المشاعر التي كان من المفروض أن تشترك فيها مع زوجها فهي لم تكن موجودةً بينهما في أي شيءٍ حتى تجمع بينهما في هذه الكارثة. وبلطفٍ من الله كانت قدرية تُحس أن غنَى ابنها صلاح لن يكون بمال أبيه، وإنما بعلمه الذي ظل متفوقًا فيه دائمًا. وهو في هذا العام مُقبِل على امتحان الثانوية العامة، وهي تريد أن يكون الصفاء مُخيمًا على البيت حتى لا تتأثَّر نفس صلاح بأي عاملٍ خارجي.
أما صلاح فلم يكن يعرف عن أرض أبيه شيئًا، وإنما هو مشغول بالعلم وبالقراءة وبالشباب وبصداقاتٍ في المدرسة. يُريد أن ينسى ما وَسِعَه الجهد ما رأى من خوف الطبَّالين والزمَّارين والهاتفين لأبيه وأصحاب الخطب التي كانوا يُلقونها في مدحه، وقد وجد بُغيته بالإقبال بالحياة على الحياة. وألقى نفسه في دفاعها يتعلَّمها منها، ومما يكتُب الكُتَّاب، ومما يُؤلِّف الفنَّانون في الموسيقى والرسم. ومن التاريخ الذي كان يعتبره السيرة الذاتية للحياة، كتبَها عنها أبناءٌ لها، منهم الصادق ومنهم المُتحمِّس الذي يميل به تحمُّسه عن الصدق إلى الهوى. وكان يحلو له أن يرى تصارُع هؤلاء المتحمِّسين، ويرى كلًّا منهم وهو واقفٌ على طرفٍ قَصيٍّ من أطراف الحقيقة. وعرف صلاح التيارات الدينية والتيارات الملحدة.
وناقش كل الآراء مع عمه ياسين، وكان يقبل رأيه حينًا ويرفضه أحيانًا، ولكنه كان يحترم الرأي وصاحبه دائمًا.
وحين صُودرَت أموال أمه كان يُدرِك أن هذا لن يؤثِّر على حياته في شيء، ولم يكن يهمه إلا أن تظل حياته كما هي حتى يتم تعليمه، ثم يتفرغ بعد ذلك لما يحاول أن ينساه مما رآه في الانتخابات؛ فموقفه الذي اتخذه بالتباعُد عما رآه في الانتخابات وعما استَشفَّه من حديث ياسين لم يكن الموقف النهائي له، وإنما كان موقف الذي يؤجل المواجهة إلى اليوم الذي يستطيع فيه أن يواجه وهو قادر؛ حتى تكون للمواجهة يومذاك قيمةٌ، ولا تكون مجرد احتجاجٍ كاحتجاجات هيئة الأمم.
ولم تكتفِ الأيام بهذه الصاعقة تُنزِلها بسباعي بل نزلت به صاعقةٌ أخرى؛ فقد صدر أمر بترحيل أبو سريع إلى جبل الطور مع المجرمين الذي يُخشى على الأمن منهم. وراح سباعي يبذُل مساعيه للإفراج عنه، وفي هذه المرة نجح سعيه، وعاد أبو سريع إلى البلدة، وأمر سباعي فاستقبله الطبل والزمر والفرح، ولكن ما هي إلا أيامٌ لا تصل إلى الشهر حتى جاء النبأ لسباعي أن أبو سريع قُتل وهو عائد في الليل من البندر. وحاول سباعي أن يتماسك وجعل سلَّام كبير مجرميه بعد أبو سريع، ولكن أين الوشلُ من الغمر، وأين التلميذ من الأستاذ؟