الفصل الثامن عشر
جلس تي إكس إلى مكتبه، واضعًا ذقنه بين يديه، وكان ذهنه منشغلًا على نحوٍ لافت. وبقدْر خطورة الأمر الذي كان يفكِّر فيه، نهض في خفَّة ونشاط لمقابلة الفتاة الباسمة الوجه التي كان مانسوس يقودها عَبْر الباب إلى مكتبه، يكتنفه الغموض والجدية على نحوٍ غير طبيعي.
كانت مشرقة في ذلك اليوم. وكانت عيناها تشعان بريقًا غيرَ مألوف.
قالت: «جئتُ لأخبرك بأروعِ شيء، ولكنني لا أستطيع أن أخبرك به.»
قال تي إكس وهو يأخذ فراء المعصم الواقي من يديها: «تلك بداية جيدة للغاية.»
صاحت في حماس: «ولكنه حقًّا رائع، أروع من أي شيء سمعت به على الإطلاق.»
قال تي إكس برقَّة: «نحن في شوق لسماعه.»
قالت بنبرة استعطاف: «لا، لا، لا يجب أن تمزح، لا يمكنني أن أخبرك الآن، ولكنه شيء سوف يجعلك ببساطة …» لم تجد تشبيهًا مناسبًا.
قال تي إكس مقترحًا: «أخرج من جلدي من الدهشة؟»
أومأت برأسها في جدية: «سوف أدهشك بالفعل.»
ابتسم قائلًا: «حذار؛ فأنا أتلقى الكثير من المفاجآت، ومعرفتك وحدها كفيلة باستنفاد طاقة المرء على تحمُّل المفاجآت.»
قالت في حذر: «قد يكون ذلك أمرًا في غاية الروعة، أو في غاية البغض.»
قال ضاحكًا: «ولكني سأعتبره أمرًا في غاية الروعة.» وأضاف: «والآن تكلمي، آتيني بقصتك هذه.»
هزَّت رأسها بقوة شديدة.
ثم قالت: «لا يمكنني أن أخبرك بأي شيء.»
قال في تذمُّر مبرر: «إذن لماذا شرعتِ بحق الجحيم في إخباري بأي شيء من الأساس؟»
«لأنني أردت فحسب أن تعرف أنني على دراية بشيء.»
قال مزمجرًا: «أوه، يا إلهي!» وتابع: «أنت على دراية بكل شيء بالتأكيد. بليندا ماري، أنت حقًّا أروع فتاة على الإطلاق.»
وجلس على حافة كرسيها ذي الذراعين ووضع يده على كتفها.
وقال: «وقد جئتِ لتصطحبيني لتناول الغداء بالخارج!»
سألته: «ما الذي كان يقلقك حين دخلتُ؟»
أومأ بإشارة بسيطة كأنما يخبرها بأن تنسى الموضوع.
«ليس أمرًا مهمًّا. سمعتني أتحدَّث عن جون لكسمان، أليس كذلك؟»
أمالت رأسها.
«لكسمان هو مؤلف الكثير من القصص البوليسية الرائعة، ولكنك على الأرجح قد قرأت كتبه.»
أومأت مجددًا، ومجددًا لاحظ تي إكس اللهفة الخامدة في عينيها.
وتساءل في قلق: «أنتِ لستِ مريضة أو على شفا أي مرض، أليس كذلك؟ — حصبة أو نكاف أو شيء من هذا القبيل؟»
قالت: «لا تكن سخيفًا، أكمِل وأخبرني شيئًا عن السيد لكسمان.»
قال تي إكس: «سيغادر إلى أمريكا، ويريد أن يلقي محاضرة بسيطة قبل أن يغادر.»
«محاضرة؟»
«يبدو أمرًا عجيبًا، ولكن هذا ما يريد القيام به.»
تساءلت: «ولماذا سيقوم به؟»
أومأ تي إكس بإشارة تنم عن يأس.
«هذا واحد من الألغاز التي ربما لن تتبيَّن لي قط، عدا …» وزمَّ شفتيه ونظر إلى الفتاة في تأمُّل. ثم قال: «توجد أوقات يدور فيها بداخل الإنسان صراع شديد بين الجانب الإنساني الأصلح منه والجانب المهني الأكثر وضاعة. جانب مني لديه رغبة شديدة في الاستماع لمحاضرة جون لكسمان هذه، والآخر يحجم عن هذه التجربة الصعبة.»
قالت بأسلوب عملي: «لنناقش هذا الأمر على الغداء»، وأخذته وانصرفا.