ستة أشياء مستحيلة: «كموم العزاء» وألغاز العالم دون الذرِّي
منذ أن ظهرَت ميكانيكا الكَمِّ للوجود في مطلع القرن العشرين، ظل العلماء يَبذُلون كل ما بوُسعهم في محاوَلات عديدة ودَءُوبة لتفسير عالَم الكَم واستكشاف مضمون نظرية الكَم، التي طالما كانت بمثابة لغزٍ محيِّر يستعصي على الحل؛ فقد ظلَّ الأساتذة يخبرون طلابهم على مدى أجيال بأن عليهم «التزام الصمت وإجراء العمليات الحسابية» دون التساؤل عما تَعنِيه المعادلات الفيزيائية، التي طالما افتقرَت إلى تفسير منطقي لنظرية الكَم. لكن ذلك لم يمنع بعضَ الفيزيائيين الأكثر ميلًا للتأمل والتفكير من محاوَلة التوصل إلى حلول منطقية لهذا القصور، وإيجادِ تفسير لخبايا عالَم الكَم وغياهبه؛ وكانت هذه الحلول هي «كُموم العزاء» أو «التفسيرات». تعدَّدَت هذه التفسيرات ما بين تفسير «كوبنهاجن»، وتفسير الموجة الدليلية، وتفسير العوالم المتعدِّدة، وتفسير إزالة الترابط، وغيرها، وكان لكلٍّ منها أنصارُها ومُعارِضوها؛ فلم يَنَل أي تفسير منها قَبولًا تامًّا منذ ظهورها حتى الآن، ولا يزال العلماء يَعملون جاهدين على إيجادِ تفسيراتٍ أكثرَ منطقيةً وقَبولًا لعالَم الكَم.