في دار سُويلم اليَهُودي
اجتمع قوم من المنافقين في دار سويلم اليهودي يقولون كما قال عبد الله بن أبي بن سلول، وعلم النبي بأمرهم فأرسل إليهم عمار بن ياسر وقال: «أدرك القوم فقد احترقوا»، فجاءهم فأنكروا، وجاءوا إليه ﷺ فأخبرهم بما قالوا، فجعلوا يعتذرون ويقولون: كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله (تعالى): وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ … الآية.
سويلم ما قولٌ ببيتك يُفتَرى
بألسنة تبغي الفساد فتكذب؟
ألابن أبيٍّ رأيه ما وراءه
لذي نهيه رأي ولا عنه مذهب؟
حقود رمى بالشؤم كل منافق
فيا لك من شرٍّ على الناس يُجلب
أحسَّ رسول الله ما كان منهم
وجاء بريد الله بالحق يدأب
فقال لعمَّارٍ أرى القوم أوقدوا
لأنفسهم نارًا بعيني تلهَّب
ألا قم فأدركهم ولمَّا يصيبهم
عذاب غليظ ما لهم منه مهرب
فلما أتاهم أنكروا ثم أقبلوا
بأقوالِ فجَّار عن الحق ترغب
فقال رسول الله بل قلتم الذي
علمت وما يخفى عليَّ المغيَّب
فقالوا على غيظ النفوس وحقدها
ألا إنما كنَّا نخوض ونلعب
وعادوا خزَايا نادمين وإنهم
إلى الشرِّ إلا أن يتوبوا لأقرب