أبو خيْثَمة
كان ممن تخلف عن النبي فدخل يومًا على زوجتيه فوجدهما قد رشتا العريش بالماء، وهيَّأتا طعامًا وماء باردًا، وكان يومًا شديد الحر، فقال: أيكون رسول الله ﷺ في الحر وأبو خيثمة في ظل بارد وماء مهيأ وامرأتين ناعمتين؟ والله لا كان هذا، ثم أخذ سيفه ورمحه ولحق بالنبي في تبوك.
لك الله أقبل أبا خيثمهْ
فلله صنعك ما أكرمهْ
قعدت فلما كرهت القعود
نفرت حثيثًا إلى الملحمهْ
دخلت العريش على نعجتيك
فسبحان ربك ما أعظمهْ
نعيم يروق وظل يشوق
وعيش يسرك أن تغنمهْ
فذكَّرك الله حرَّ الجهاد
وألهم قلبك ما ألهمهْ
فقلت أيمضي الرسول الكريم
يكابد في الله ما جشَّمهْ
وأبقى هنا في هوى نعجتيَّ
وحب العريش كذي الملأمهْ؟
وسرت فأدركته في تبوك
وللجيش من حوله همهمهْ
يقولون من ذا؟ وما خطبه؟
ألا إنه أبو خيثمهْ
ألم يك في المعشر القاعدين؟
فماذا عراه؟ وما أقدمهْ؟
هو الله يهدي نفوس الرجال
ويرزقها البرَّ والمرحمهْ