خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْأُكَيْدِرُ
أرسل النبي خالد بن الوليد من تبوك إلى دومة الجندل لغزو الأكيدر بن عبد الملك الكندي، فقتل أخاه واستنزله هو من حصنه، ثم جاء به إلى النبي فأسلم، وكتب له ولأهل دومة الجندل كتابًا دعوا فيه إلى الإسلام فمن أبى فعليه ما على المشركين، ولما قُبض الرسول الكريم ارتد الأكيدر فبعث إليه أبو بكر خالدًا بن الوليد فقتله.
أخالد إنك ذو نجدة
فهيَّا إلى دومة الجندلِ
إلى معشر كفروا بالكتاب
وحادوا عن المذهب الأمثل
دعاك الرسول فأنت الرسول
وليس له عنك من معدل
أمامك حصن طويل الذرى
فخذه بصمصامك الأطول
ومر بالأكيدر يَقذفْ به
إليه على كبره من عل
قتلت أخاه وألقى إليك
جناح الذليل فلم يُقتل
وجئت به سيد الفاتحين
فأوغل في قلبه المقفل
هداه إلى الله بعد الضلال
وبعد العمى لم يكد ينجلي
وأعطاه من عهده موئلًا
يقيه فيا لك من مؤئل
فصبرًا أكيدر إن الزمان
سيكشف عن غدك المقبل
ستنقض عهدك دأب الشقيِّ
وتجمح في غيبك الأول
فيرميك ربك با ابن الوليد
ويشفيك من دائك المعضل
بصاعقة من يذقها يقل
كأن الصواعق لم ترسل
أتفعل ويحك ما لو عقلت
لأعرضت عنه ولم تفعل؟
أكيدر ليس لنفسٍ وقاء
إذا ما ابتلى الله من يبتلي