وَفْد الأشعريِّين
قدموا من اليمن مع جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قدومه من الحبشة على النبي ﷺ في خيبر، ومعهم أبو موسى الأشعري، قال لما رآهم: «أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، يريد أقوام أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم».
قدوم من أبي موسى الهمام
ووفد الأشعريِّين الكرام
وعَوْدٌ من غريب الدار ناءٍ
رمى برحاله للبين رام
يفرُّ بدينه ويريد ربًّا
أقام رسوله دين السلام
أبا موسى لك البشرى وأهلًا
بركبك في حمى خير الأنام
لقيت من الأحبَّة كل سمحٍ
وفيِّ العهد مأمون الذمام
ونلت بدارهم ما رمت منهم
فهل لك بعد ذلك من مرام
إذا رقَّتْ قلوب القوم كانت
بعافية من الداء العقام
تجول حقائق الأشياء فيها
فمن غَلَق يفُضُّ ومن ختام
وتوقظها إذا الأكوان نامت
فما تلهو بأحلام النيام
إلى الإيمان والحِكَم الغوالي
سما نسب بكم عالي المقام
شهادة أصدق الشهداء طرًّا
وأنطقهم بمأثور الكلام
أبا موسى نهضت إلى محلٍّ
يشقُّ على ذوي الهمم العظام
وفزت بها حياة ما لنفس
تجانبها سوى الموت الزؤام
نظام الدين والدنيا جميعًا
وهل شيء يكون بلا نظام