ضمام بن ثعلَبة (رَضِي اللهٌ عنْه)
بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله ﷺ، فسأله عن الإسلام
فأكثر، وهداه الله فأسلم، ثم رجع إلى قومه فقال لهم: إن الله (تعالى) قد بعث رسولًا،
وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وقيل إنه أول ما تكلم سب اللات والعزى،
فقال له قومه: مه يا ضمام، اتَّقِ البرص، اتَّقِ الجذام، اتَّقِ الجنون، فقال لهم:
ويلكم، واللهِ إنهما لا يضران ولا ينفعان، ثم وصل ذلك بما تقدم من القول، ونطق
بالشهادتين، فأسلموا جميعًا.
أنِخِ البعير فقد بلغت المسجدا
واخشع ضمام فأنت في حرم الهدى
اضللت حين سألت أين محمد؟
أفما رأيت الكوكب المتوقدا؟
إن كنت تعرف مطلع النور الذي
صدع الظلام فقد عرفت محمدا
هو ذاك فاصدع يا ضمام بنوره
ليل العمى وحذار أن تترددا
اسأله واسمع ما يقول ووالِهِ
واتبع شريعته إمامًا مرشدا
اجمع قواك فقد بلغت المنتهى
وانقع صداك فقد أصبت الموردا
قل ما تشاء فلن يضيق بسائل
يرجو الصواب وإن ألحَّ وشددا
كل الذي قال النبي وقلته
حق وحسبك مغنمًا أن تشهدا
ولقد سعدت بها شهادة مؤمن
ما كنت لو كبرتْ عليك لتسعدا
حمد النبي وصحبه لك شيمة
ما كنت تطمع قبلها أن تُحمدا
ولربما ازدان الفتى بسجيَّة
كانت له شرفًا أشم وسؤددا
•••
رضِيَ الهدى دينًا وعاد بنعمة
يدعو إلى الله النفوس الشُّرَّدا
وضح السبيل لقومه فتدفقوا
زمرًا يريدون النجاة من الردى
خلصوا على يده فيا لك من يد
فتحت لدين الله بابًا موصدا
أبشر ضمام فأنت جاوزت المدى
وبلغت في الحسنى المكان الأبعدا