عُروة بن مسيك المرادي وَاسْمُه فروَة في بَعض الرِّوايات
ترك ملوك كندة وراء ظهره، ووفد على النبي ﷺ، وكان بين قومه مراد وبين همدان
قبيل الإسلام وقعة أصابت فيها الثانية من الأولى ما أرادت في يوم يقال له الروم، فقال
له النبي: «هل ساءك ما أصاب قومك يوم الروم؟»، قال: يا رسول الله، من ذا يصيب قومه ما
أصاب قومي يوم الروم، ولا يسوءه؟ فقال له: «أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا
خيرًا»، وقد استعمله على مراد وزبيد، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة فكان
معه في بلاده حتى توفي رسول الله ﷺ.
ترك الملوك ملوك كندة وانتحى
من يترك التيجان واهية العرى
حُيِّيت عروة إنه لك مَقِدم
يمن وحسبك ما تشاهد أو ترى
عطف النبِيُّ عليك وانبسطت له
نفس تريك مكانه والمظهرا
ما كان يوم الروم من أوطاره
بل هزَّ نفسك واعظًا ومُذكرا
ما أورث الإسلامُ قومَك زادهم
خيرًا وكان لهم أجلَّ وأكبرا
الجاهلية قد عفَتْ آثارها
فيهم وأصبح عهدها قد أدبرا
كانت لهم موتًا فتلك حياتهم
في دولة الإسلام عالية الذرى
هذا رفيقك ما لقومك غيره
نعم الرفيق إذا اللبيب تخيَّرا
إني جعلت لخالد صدقاتهم
تُجبَى إليَّ فما أحق وأجدرا
ولقد أقمتك عاملًا فكن امرءًا
للخير في كل الأمور ميسَّرا
سيرا على بركات ربكما ولا
تنيا إذا أحدٌ ونى أو قصرا