رسُول ملوك حمير وَحَامل كتابهم
جاء رسول ملوك حمير وحامل كتابهم إلى النبي ﷺ بعد غزوة تبوك، وفي الكتاب إخبار بإسلام الحارث بن عبد كلال والنعمان ومعافر وهمدان قبيلة وأنهم قتلوا المشركين، فكتب إليهم يوصيهم بالصلاة والزكاة وجمع الكلمة على الحق، وأنه قد أرسل إلى زرعة ذي يزن يوصيه خيرًا برسله، معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر ومالك بن مرارة وأصحابهم، وأنه قد جعل أمرهم إلى معاذ فلا يرجعن إلا راضيًا.
جاء الرسول كتابه بيمينه
واليمن في فمه وفوق جبينه
وافى إمام المرسلين مبشِّرًا
بالمؤمنين من الملوك بدينه
بعثوا إليه رسولهم وكتابهم
أن ليس مُتَّبَع لهم من دونه
قالوا اعتصمنا باليقين فزادنا
دين الهدى والمرء عند يقينه
ولقد قتلنا المشركين نريده
فتحًا يشجُّ الشرك في عرنينه
أقيال حمير لان جانب عزهم
لمسلَّط لين الظبى من لينه
سنَّ السبيل بسيفه ولسانه
فتهافت الأقوام في مسنونه
لا شيء كالحق المسلَّح للفتى
يشفيه من كلَب الهوى وجنونه
الليث في محرابه وكتابه
والليث في أشباله وعرينه
رجع الرسول على هدى برسالة
فيها الهدى يمحو الظلام لحينه
فيها قوى الإسلام محكمة العرى
لمن ابتغى الخيرات في تمكينه
فيها شعائره ومظهر مجده
ونظام دولته وأُسُّ شئونه
أخذ الملوك بواضح من هديه
متبلِّج لم يألُ في تبيينه
ورمى إليهم بالوصيَّة سمحة
يقضي الأمين بها زمام أمينه
إن أكرموا رسلي الذين ترونهم
يرجون فضل الله عند ديونه
أوصيتُ زرعة أن يكون لهم يدًا
كَيَدِ القرين يشدُّ أزر قرينه
ولقد جعلت إلى معاذٍ أمرهم
فجعلته لزعيمه وضمينه
•••
لا يرجعنَّ إليَّ إلا راضيًا
والله عون نصيره ومعينه
•••
يا حارث اشكر فضل ربك إنه
أعطاك حظًّا زاد في تحسينه
أوَلستَ أول مسلم من حمير
ورَدَ الهدى ومضى بصفو مَعينه؟
وأقام للشرك المذمَّم مأتمًا
يستعذب الإسلام رجع أنينه؟
أبشر بخير غير مقطوع الجنى
من ربك الأعلى ولا ممنونه