سرايا زيد بن حارثة
السَّرِيَّةُ الأُولَى
كانت عقب وقعة بدر على عير لقريش فيها أبو سفيان وصفوان بن أمية وعبد الله بن أبي ربيعة وحويطب بن عبد العزى، وكانت العير ذاهبة إلى الشام عن طريق غير التي تسلكها من قبل، فخرج إليها زيد بن حارثة في مئة راكب، فأصابها وهرب القوم، وبلغ الخمس ما قيمته عشرون ألف درهم، وكان دليلهم رجلًا من أسارى بدر ثم هرب، جيء به إلى النبي ﷺ فعرض عليه الإسلام فأسلم.
السَّرِيَّةُ الثَّانِيَةُ
كانت إلى بني سليم بالجموم — اسم لناحية من بطن من نخل — سار في جنده إلى ذلك المحل، فأصابوا فيه امرأة من مزينة دلتهم على محلة من محال القوم، فأصابوا فيها إبلًا وشاء، وأسروا منها جماعة منهم زوج المرأة، ثم عادوا إلى المدينة، فوهب النبي ﷺ لها نفسها وزوجها.
•••
السَّرِيَّةُ الثَّالِثَةُ
كانت إلى العيص، وهو محل بينه وبين المدينة أربع ليالٍ، أقبلت عير لقريش من الشام فيها أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي ﷺ، فخرج إليها زيد في سبعين ومئة راكب، فقدموا به وبالعير إلى المدينة، واستجار بزينب فأجارته، وسألت النبي أن يرد عليه ماله، ففعل، وعرض عليه بعضهم الإسلام ليغنم أموال أهل مكة فأبى، وذهب إليهم، فأعطى كل ذي حق حقه، ثم أعلن إسلامه هناك، وقدم على النبي فرد عليه زينب.
•••
•••
السَّرِيَّةُ الرَّابِعَةُ
كانت إلى بني ثعلبة بالطرف — مكان — بعثه النبي ﷺ في خمسة عشر رجلًا فلم يجد أحدًا، لأنهم ظنوا أن الغازي لهم هو الرسول الكريم، فهربوا، وأصابت هذه السرية نعمًا وشاء عادت بها إلى المدينة، وقد خرج القوم في طلب زيد بن حارثة فلم يدركوه.
السَّرِيَّةُ الْخَامِسَةُ
كانت إلى جذام بمحل يقال له «حسمى» وراء وادي القرى، سببها أن دحية الكلبي (رضي الله عنه) أقبل من عند قيصر ملك الروم ومعه من عنده مال وكساء، فلما كان بهذا المحل لقيه الهنيد وابنه في ناس من جذام فقطعوا عليه الطريق وسلبوه ما معه، فسمع بذلك نفر من مسلميهم من بني الضبيب، فنفروا إليهم واستنقذوا منهم ما أخذوه من دحية، فأخبر النبي ﷺ فبعث زيدًا في خمس مئة رجل، ورد دحية معهم، فأقبل حتى هجم على الهنيد وابنه ورجاله فقتلوهم جميعًا، وأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف، ومئة امرأة وصبي، وجاء بنو الضبيب فقال رجل منهم لزيد: إنا مسلمون، فقال له: اقرأ أم الكتاب إن كنت صادقًا فقرأها، وذهب منهم جماعة إلى النبي يقولون مثل ذلك، فأرسل عليًّا بن أبي طالب بسيفه إلى زيد ليطلق سباياهم، ويرد عليهم الإبل والشاء ففعل.
•••
السَّرِيَّةُ السَّادِسَةُ
كانت إلى مدين قرية سيدنا شعيب (صلاة الله وسلامه عليه)، وهي تجاه تبوك، وقد أصابت هذه السرية سبيًا عادت به إلى المدينة، وفرق المسلمون في بيعه بين الأمهات والأولاد، وسمعهم النبي يبكون فأمر ألا يفرقوا بينهم.
•••
السَّرِيَّةُ السَّابِعَةُ
كانت في رمضان من السنة السادسة، وسببها أن زيد بن حارثة (رضي الله عنه) خرج في تجارة إلى الشام، ومعه بضائع لأصحاب النبي ﷺ، فلما كان بوادي القرى لقيه ناس من فزارة فضربوه هو وأصحابه، وأخذوا ما كان معهم، ثم قدم على النبي فبعثه إليهم في جيش داهمهم، وأعمل فيهم القتل.