سَرَايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)
السَّرِيَّةُ الْأُولَى
كانت إلى بني سعد بن بكر بفدك «قرية بينها وبين المدينة ست ليالٍ»، بلغ النبي ﷺ أنهم يريدون أن يمدوا يهود خيبر على أن يجعلوا لهم تمرها، فلما اقترب الإمام والذين معه، وكانوا مئة رجل من هذه القرية، وجدوا رجلًا فسألوه عن بني سعد، فقال: لا علم لي بهم، فشددوا عليه، فأقر أنه عين لهم، ثم دل المسلمين عليهم، ولكنهم خافوهم فلم يظهروا للقائهم، وغنمت السرية خمس مئة بعير وألفي شاة.
السِّرِيَّةُ الثَّانِيَةُ
كانت لهدم «الفلس» صنم طيء والإغارة عليها، بعث إليهم في خمسين ومئة رجل من الأنصار، فهدموا الصنم وأحرقوه واستاقوا الشاء والنعم والسبي، وكان في السبي أخت عدي بن حاتم الطائي واسمها سفانة، ومعناها الدرة، مر عليها النبي ﷺ فقامت إليه وذكرت له أباها وما كان له من أعمال مشكورة، ثم سألته أن يمن عليها ففعل، وأسلمت فكساها ثم حملها وأعطاها مالًا، فذهبت إلى أخيها وأشارت عليه بالقدوم على النبي ليدخل في دين الله، فجاء وأسلم، وقد وجدوا في خزانة الصنم ثلاثة أسياف معروفة عند العرب؛ وهي الرسوب واليماني والخذم، وثلاث أدراع آلت إلى النبي ﷺ.
السَّرِيَّةُ الثَّالِثَةُ
كانت إلى بلاد مذحج — أبو قبيلة من اليمن — وهي من بلاد اليمن، بعث إليها في ثلاث مئة فارس، عقد النبي له لواء وعممه بيده، فلما بلغها فرق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم وأطفال ونساء ونعم وشاء وغير ذلك، ثم لقيهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا المسلمين بالنبل والحجارة، فصف أصحابه، ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان، ثم حمل عليهم فقتل منهم عشرين رجلًا فانهزموا وتفرقوا، فكف عنهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرع إلى إجابته ومتابعته نفر من رؤسائهم، وقالوا: هذه صدقاتنا فخذ منها حق الله (تعالى) ونحن على من وراءنا من قومنا، فعاد فوافى النبي بمكة في حجة الوداع.