سرية أبي بكر (رضي الله عنه) إلى بني كلاب
ويقال إلى بني فزارة بناحية «هرية» بنجد، خرج إليهم في شعبان من السنة السابعة في رجال منهم سلمة بن الأكوع، فبعد أن صلوا الصبح شنوا الغارة عليهم فقتلوا وسبوا، وكان من السبايا امرأة استوهبها سلمة من أبي بكر فجعلها له ثم استوهبها النبي ﷺ من سلمة، فوهبها له، فأرسلها (صلوات الله وسلامه عليه) إلى مكة ففدى بها أسرى من المسلمين كانوا عند المشركين.
جرِّد السيف أبا بكر فما
طُبع السيف ليبقى مُغمدا
تلك نجد خيَّم الكفر بها
فاستعن بالله واذهب منجدا
جاهد القوم وزلزل دينهم
أين دين الكفر من دين الهدى؟
سرت في بأس بعيد المرتمى
ما له في الله جدٌّ أو مدى
إنها الحرب فسر لا تتئد
ودع السيف وأعناق العدى
فارم يا ابن الأكوع القوم فما
خُلِق المخلب لليث سدى
هدَّهم أسرًا وسبيًا وسقى
من سقى منهم أفاويق الردى
جال فيهم جولة عاصفة
فهوَوا صرعى وأمسوا همَّدا
صدفوا عن ربهم سبحانه
وأبوا أن يُتَّقى أو يُعبدا
فجزاهم من نكال ما لقوا
وي كأن الله يجزي المفسدا
•••
يا أبا بكر وأنت المُرتجَى
أعطه المرأة يشكرْها يدا
إن تكن سيِّدة في قومها
فكفاها أن أصابت سيِّدا
عاد منصورًا وسارت معه
فرقدًا يتبع منه فرقدا
نظر الله إليها فبدا
لرسول الله فيها ما بدا
قال هبها لي فلم يبخل بها
ومضى من أمرها ما سدَّدا
هبطتْ مكة في حاجته
فهي للصحب من الأسر فدى
سرَّه أن أطلق الشرك بها
من نفوس حرة ما قيَّدا
•••
اذهبي ما أنت من شأن الألى
أوردوا قومك ذاك الموردا
كذب الجهال فيما زعموا
ما المباتير المواضي كالمدى