المهاجرُون في ضِيافة الأَنصار
يا معشر الأنصارِ هل لي عندكم
نادٍ يضمُّ النابغين ومحفل
عندي لشاعركم تحيةُ شاعر
يَسِمُ القوافيَ وسمه يتنخل
تنميهِ في دُنيا البيانَ روائعٌ
منها رواكدُ ما تريم وجُفَّل
الثاوياتُ على هدى من ربها
والسابحاتُ السائحاتُ الْجُوَّلُ
شُغلتْ بها الدُّنيا وما هي بالَّتي
تعنى بدنيا الجاهلين وتشغل
تأبى القرار بكلِّ وادٍ ممحلٍ
وتحلُّ بالوادي الذي لا يمحل
حسَّان أبلغُ من يقول وليس لي
منه إذا ادَّعت المصاقع مقول
أنتم قضيتم للنَّبيِّ ذمامه
ونصرتم الحقَّ الذي لا يُخذل
وصنعتم الصنع الجميل كرامةً
لمهاجرين هم الفريق الأمثل
فعرفتُ موضعكم وكيف سما بكم
مجدٌ لكم في المسلمين مؤثَّل
وأذعته نبأ لكم ما مثله
نبأ يذاع ولا حديثٌ ينقل
القوم قوم الله ملء دياركم
وكأنهم بديارهم لم يرحلوا
الدين يعطف والسماحة تحتفي
والحبُّ يرعى والمروءة تكفل
والله يشكر والنَّبيُّ بغبطة
والشرك يصعق والضلالة تذهل
دين الهدى والحقِّ في أعراسه
والجاهليَّة في المآتم تعول
إن هالها الحدث الذي نكبت به
فلسوف تنكب بالذي هو أهول
زولي معطِّلة العقول فمن قضى
أنَّ البصائر والعقول تعطَّل؟
ألقي السِّلاح فما لخصمك دافعٌ
ودعي الكفاح فما لجند موئل
أزرى بك الفشل المبرح وارتمى
بحماتك القدر الذي لا يفشل
السَّهل يصعب إن تواكلت القوى
والصعب إن مضت العزائم يسهل
أرسى المعافل مؤمنٌ لا نفسه
تهفو ولا إيمانه يتزلزل
هذا النَّذير فإن أبيت سوى الذى
فالأرض بالدَّم لا محالة تغسل
علقت بمقتلها السِّهام وما عسى
يبقى الرَّميُّ إذا أصيب المقتل؟
الله أكبر كلُّ زور ينقضي
مرَّ السَّحاب وكلُّ إفك يبطل