سَرِيَّة أبِي سُفيَان والمُغِيرة بن شُعْبة (رَضِي اللهُ عَنْهُما) لِهَدْم اللَّات
أرسلهما النبي ﷺ بعد رجوعه من تبوك، لهدم اللات صنم ثقيف، فذهبا في بضعة عشر رجلًا فهدموها، وأراد المغيرة أن يسخر بثقيف، فلما علاها ليهدمها بالمعول ألقى بنفسه، فقالوا قتلته، وخرج النساء حسرًا يبكون عليها.
هدموها وأخذوا حليتها وكسوتها، وما كان فيها من ذهب وفضة وطيب، وأقبلوا على النبي فحمد الله.
ثقيف اجمعي للات ما شئت من عزم
ولا تسلميها للمعاول والهدم
أتاها أبو سفيان يرمي كيانها
بخطب يزيد الكفر رغمًا على رغم
وإن لها عند المغيرة همة
تبيت لها الكفار صرعى من الهم
علاها بنعليه وألقى بنفسه
يخادع من لا يستفيق من الوهم
ظننتم به شرًّا وقلتم أصابه
من اللات ما ينهى الغويَّ عن الإثم
ألا فانظروها كيف أضحت صخورها
تطير فضاضًا من صلاب ومن صم
تهدُّ وتبكيها العقائل حُسَّرًا
فها عندها بالمأتم الضخم من علم؟
وهل منعت أسلابها إذ أصابها
رسول هدى يزداد غنمًا على غنم؟
له من دم الكفار ما شاء ربه
ومن مالهم في غير بغْيٍ ولا ظلم
هم البغي والظلم المذمم والأذى
وما ثمَّ من عيب شنيع ومن ذم
علت قبة الإسلام واعتز جنده
فمن شرف وافٍ ومن سؤدد جمِّ
هو الدين لا دين الجهالة والعمى
وهل يستحبُّ الجهلَ من كان ذا حلم؟
قضى الله ألا يعبد الناسُ غيره
فما لسواه من قضاء ولا حكم
وليس له غير الذي عاب دينه
وأعرض عنه من عدو ولا خصم
سيصليه نارًا يُنضج الجلدَ حرها
ويذهب يوم الدين باللحم والعظم