مسجد المدينة
المسجد الثَّاني يقام بيثربٍ
ومحمد الباني يجدُّ ويعمل
عمار أنت لها وليس ببالغ
عليا المراتب من يكلُّ ويكسل
إن يثقل العبءُ الذي حملته
فلما يحمَّل ذو التَّباعة أثقل
ماذا بلغت من السَّناءِ على يد
أدنى أناملها السماك الأعزل
مسحَتْه ظهرًا منك طال مُنيفه
حتى تمنى لو يكونك يذبل
هذا رسول الله في أصحابه
لا يشتكي نصبًا ولا يتمهَّل
يأتي ويذهب بينهم فملثم
بالتُّرب يغشى وجهه ومكلَّل
من كلِّ قوَّامٍ على أثقاله
سامٍ له ظهرٌ أشمُّ وكلكل
ما كان أحسنها مقالة راجز
لو كان يعرفُ حكمها المتمثل
هتف الإمام بها فراح يعيدها
ثم انثنى متلطِّفًا يتنصَّل
عمار يا لك إذ تلام ويا له
من ذي محافظة يلوم ويعذل
هجت ابن مظعون فأقبل غاضبًا
حنقًا يجيش كما يجيش المرجل
ولقد يحيد عن التُّراب إناقةً
من لا يحيد عن الضِّراب وينكل
مهلًا أبا اليقظان قرنك باسلٌ
وأخوك في جد الوغى لا يهزل
ولئن أهاب الله يال محمد
صونوا الحمى لهو الأشدُّ الأبسل
السَّيف يعجز أن ينال غراره
ما ليس يعجز أن ينال المعول