أبُو بكر يُؤَدِّي ثمن الحَائِطِ الَّذي أُدخِل في المسجد
أراد النبي ﷺ أن يضم إلى المسجد حائطًا ليتيمين من الأنصار كانا في كفالة أسعد
بن زرارة — وقيل معاذ بن عفراء — وهما سهل وسهيل، وقد عرض أبو أيوب الأنصاري أن يؤدي
الثمن إليهما فأبى النبي، وابتاع الحائط بعشرة دنانير أُدِّيت من مال أبي بكر
الصديق.
وقال الغلامان: نهبه لك يا رسول الله، فأبى وأراد رجال من الأنصار أن يعوضوهما عن
الحائط فلم يكن سوى أداء الثمن.
وجاء أنه ﷺ وضع اللبنة الأولى في المسجد، ثم دعا أبا بكر فوضع لبنته، وهكذا
فعل عمر وعثمان بن عفان، وقيل إن المراد بذلك ترتيب الخلافة.
إيهٍ أبا بكرٍ ظفرت بصفقةٍ
شتَّى مغانمها لمن يتأمَّلُ
القوم عند إبائهم وسخائهم
لو يبذلون نفوسهم لم يحفلوا
لا يقبلون لحائطٍ ثمنًا ولا
يبغونها دنيا تذمُّ وتُرذل
الله يطلبه لنصرة دينه
والدين هم أنصاره ما بدلوا
قالوا أمِنَّا يا محمد يُبتغَى
ما ليس يخلق بالأباة ويجمل؟
إنا لعمر الله نعرف حقه
ونعزُّ منَّته التي نتملل
نعطي اليتيمين الكفاءَ وإن هما
أبيا ونتَّبع التي هي أنبل
خذ ما أدرت فلن نبيعك مسجدًا
يدعوه فيه مكبرٌ ومهلِّل
هو ربُّنا إن نالنا رضوانه
فلنا المثوبة والجزاءُ الأكمل
إيهٍ أبا بكرٍ خليلك مطرقٌ
يأبى وأنت بما يريد موكل
لا بدَّ من ثمن يكون أداؤه
حكمًا يطاع وشرعةٌ ما تهمل
لولا الرسول وما يعلِّم قومه
جهل المحجة ظالم لا يعدل
وإذا قضى أمرًا فما لقضائه
ردٌّ ولا في غيره متعلَّل
الحقُّ ما شرع النبيُّ وباطلٌ
ما يدَّعي المرتاب والمتأول
لا بد من ثمن ولست بواجد
في القوم من يضح الصواب فيغفل
أمر الرسول به فدونك أدِّهِ
ولأنت صاحبه الكريم المفضل
يا باذل الأموال نلت ببذلها
ما لم ينل في المسلمين مموَّل
أتبعت نفسك ما ملكت فمهجةٌ
تنهال طيِّعةً وكفٌّ تهطل