المُطعِمُ بنُ عَدِيٍّ
خرج الرسول الكريم من مكة إلى الطائف بعد موت عمه أبي طالب وتألُّبِ الكفار عليه؛ ليدعو ثقيفًا إلى الإسلام فلقي أذى شديدًا، وبعث إلى المطعم بن عدي يقول: «إني داخل مكة في جوارك»، فأجابه إلى ذلك، وكان يلبس السلاح هو وبنوه يحرسون النبي ﷺ في طوافه بالبيت، وبقي المطعم بن عدي كافرًا إلى أن مات، وقد قال النبي ﷺ في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النَّتْنَى لتركتهم له»:
ما رأينا كالمطعم بن عدي
جافيًا واصلًا هيوبًا جسورا
آثر الكفر ملة وَأجار الدِّ
ين مستضعفًا يدور شطيرا
رام بالطائف المقام فأعيا
فانثنى يطلب الأمان حسيرا
وَكَّل الله بالنُّبُوَّةِ منه
أسدًا يملأ الفضاء زئيرًا
قائمًا في السِّلاح يجمع حوليـ
ـه شبولًا تحمي الحمى وَنمورا
يمنع القوم أن يصدوا رسول
الله عن بيته ويأبى الخفورا
نقض الحلف من قريش فأمسى
أسلمته العرى وكان مريرا
عجبًا للغويِّ يعطيك منه
عملًا صالحًا ورأيًا فطيرا
ما رأينا من ظن بالزرع شرًّا
فحمى أرضه وصان البذورا
لو جزى الله كافرًا أجر ما أحـ
ـسن يومًا لخلته مأجورا