مصر أبي جهل
ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ بن عفراء من الأنصار، وأجهز عليه ابن مسعود، وكان سيف ابن مسعود كليلًا، فقال له أبو جهل: خذ سيفي فاحتز رأسي به، ففعل، وقال له وهو يعلو صدره ليحز رأسه: لقد ارتقيت يا رويعي الغنمك مرتقى صعبًا، لو غير أكَّار قتلني (الأكَّار الزراع، وكان الأنصار أهل زرع)، وقد أعطاه النبي ﷺ سيفه.
بسيفك فيما اخترت من عاجل القتل
سقيت ذعاف الموت فاشرب أبا جهل
هو السيف لولا الجبن لم يمض حده
ولم يرض في جد الكريهة بالهزل
شهدت الوغى تبغي على الضعف راحة
لنفسك من حقد مذيب ومن غل
أفرعون إن تجهل فلن تجهل الوغى
فراعينها من ذي شباب ومن كهل
أصابك فيها ما أصابك من أذى
وفاتك ما نال الرويعي من فضل
رماك معاذ قبله ومعوذ
وجاءك مشبوبًا حميته تغلي
سقى السيف عفوًا من دم لك طيع
فمن مرتقى صعب إلى مستقى سهل
دع الهزل يا ابن الحنظلية إنه
هو الجد كل الجد لو كنت ذا عقل
هي اللَّات والعزى أضلتك هذه
وزادتك هذي من ضلال ومن خبل
مضى جارك المأفون خزيان وانقضت
حبالك فانظر هل ترى الآن من حبل
لقد كنت ترجو أن ترى الهُبَلَ الذي
رضيت به ربًّا يفوز ويستعلي
أصبت ابن مسعود سناء ورفعة
وباء عدو الله بالخزي والذل
فخذ سيفه ثم ارفع الصوت شاكرًا
فما بعد ما أعطاك ربك من سؤل