في غَار حِرَاء
ظل مستخفيًا بغار حراء
يعبد الله عائذًا مستجيرا
يسمر القوم في الضلال ويمسي
للذي أطلع النجوم سميرا
راكعًا ساجدًا يسبِّح مولا
ه ويُزجي التهليل والتكبيرا
تهتف الكائنات يأخذها الصو
ت تحيِّي مكانه المهجورا
نال منها محلة لم ينلها
صوت داود حين يتلو الزبورا
نبرات قدسية تتوالى
نغمًا رائعًا وتمضي زفيرا
ربِّ طال الخفاء والدين جهر
رب فاجعل مدى الخفاء قصيرا
ماجت الأرض حوله وتجلى
الله ينهى بركانها أن يفورا
أوذي الدين في الشعاب وردت
يد سعد عدوه مدحورا
رقمت في الكتاب أول سطر
وأتم الدم المراق السطورا
أدبر القوم محنقين فلولا
الله كادت رحى الوغى أن تدورا
أزمع الضيف أن يؤم سواه
منزلًا كان صالحًا مبرورا
حلَّه الوحي روضة شاع فيها
رونقًا ساطعًا وفاح عبيرا