كنز بني النضير
هو حليهم الذي كان سلام بن أبي الحقيق حمله في جلد بعير — وقيل في جلد ثور — يوم إجلاء بني النضير، وهو يقول: إنا أعددنا هذا لرفع الأرض وخفضها؛ لما فتحت خيبر سأل النبي عنه فقالوا: أذهبته الحروب والنفقات، فدفع رجلًا منهم اسمه سعية بن عمرو، عم حيي بن أخطب إلى الزبير بن العوام فمسه بعذاب، فدل على مكانه، وكان حيي قد دفنه في ذلك المكان.
منايا القوم في جلد البعير
فأين يضيع كنز بني النضير؟
مردُّ الأمر في رفع وخفض
لهذي الأرض في الحدث الكبير
كذلك قال أكذبهم مقالًا
وأجهلهم بأعقاب الأمور
هم اتخذوا الخداع لهم سبيلًا
وكانوا أهل بهتان وزور
فما صدقوا النبيَّ ولا استحبُّوا
سوى الطمع المخيَّب والغرور
وما الكنز الذي دفنوه إلا
نذير الويل أجمع والثبور
يقول غواتهم لم يبقَ شيء
مقال ذوي السفاهة والفجور
فلما مسَّ صاحبهم عذاب
بدا الشرُّ المغيَّب في الصدور
وجيء بكنزهم إرثًا عتيدًا
لِوُرَّاث الممالك والدهور
ولو جحدوه أقبلت المنايا
تؤذِّن في الرقاب وفي النحور
فبادوا في مصارعهم وعادوا
كطسم أو كعاد في الدثور
وما برحت عوادي الدهر تجري
على أهل المآثم والشرور
لهم في ذمة الفاروق يوم
يطالعهم بشرٍّ مستطير
فصبرًا إنه لا بد آتٍ
فما ليهود خيبر من مجير