الشَّاة المَسمُومَة
عمدت زينب بنت الحارث أخي مرحب — وهي امرأة سلام بن مشكم — إلى عنز لها فذبحتها،
وجاءت بسم قاتل لساعته فأشاعته فيها، وعلمت أن النبي ﷺ يحب الذراعين فأكثرت
فيهما من ذلك السم، ثم جاءت فوضعتها بين يديه ومعه طائفة من أصحابه فيهم بشر بن البراء
بن معرور (رضي الله عنه)، فلما ذاقها النبي أنبأه الله بأمرها، فقال لأصحابه: «ارفعوا
أيديكم»، وكان بشر قد أصاب منها ففعل فيه السم ومات بعد سنة، فأمر النبي بقتل تلك
اليهودية الخبيثة.
أكانوا كلهم داء عياء؟
فما يجد الأساةُ لهم دواء؟
ألا إن النطاسيَّ المرجَّى
أتى يَلقى الألى انتظروا اللقاء
أتى بالحكمة الكبرى رسولًا
فكان لعلَّة الدنيا شفاء
أتطمع زينب بذراع شاة
يُسمَّم أن يُضرَّ وأن يُساء؟
أبى الملك المهيمن ما أرادت
فخيَّبها وكان له وقاء
أتت تمشي بها وتقول هذا
طعامك فارضه وانعم مساء
فقال لصحبه رزقٌ أتانا
فباسم الله لا نُحصي ثناء
فلما ذاقها قال اتركوها
فإن الله قد كشف الغطاء
طعام السوء مسموم وهذا
أخي جبريل بالأنباء جاء
فكفُّوا غير بادرة لبشر
مضتْ قدَرًا لربك أو قضاء
فيا لك طعنةً لم تُبق منه
لحاجة نفسه إلا ذماء
إذا رام التحول أمسكته
ولو قدرت مفاصله لناء
قضاها حِجَّة من ذاق فيها
مرارة عيشه كره البقاء
وحُمَّ قضاؤه فمضى رضيًّا
يبوَّأ جنَّة المأوى جزاء
وقال محمد يا آل بشر
كفى بدم التي قُتلتْ عزاء
فلاقت زينبٌ قتلًا بقتل
وما كانت لصاحبهم كِفاء
أمن حمل الخمار من الغواني
كمن حمل العمامة واللواء؟
كذلك حكم ربك في كتاب
أقام السبْل بيِّنة وِضاء
هو القسطاس أُنزل مستقيمًا
لمن يزن النفوس أو الدماء
أتى يحمي الحقوق ويقتضيها
فلا جنفًا يريد ولا عداء
بناء العدل ليس به خفاءٌ
فسبحان الذي رفع البناء
ألا خسر اليهود ولا أصابوا
طوال الدهر خيرًا أو نماء
كأن الغدر عند القوم دين
فما يدع الرجال ولا النساء