غَزْوَةُ وَادِي الْقُرَى
كانت بعد خيبر، وأهل هذا الوادي من اليهود دعاهم النبي ﷺ إلى الإسلام، فأبوا إلا القتال، وحمل ثلاثة منهم في الطليعة واحدًا بعد واحد، وحمل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وأبو دجانة فقتلوهم، ثم نشب القتال بين الجيشين فكان النصر للمسلمين، وطلب اليهود الصلح فتركت الأرض والنخيل والبساتين والحدائق في أيديهم يعملون فيها أجراء كإخوانهم يهود خيبر.
خوضوا الوغى يا أهل وادي القرى
واستقبلوا الموت وأسْد الشرى
أنكرتم الإسلام دين الهدى
واللهُ والسيفُ لمن أنكرا
إن تطلبوا البرهان فاستخبروا
جيرانكم أو فاسألوا خيبرا
اقتل عليٌّ إنهم معشر
ما مثلهم أعمى الهوى معشرا
ويا حواريَّ الرسول اقتنص
كلَّ غوِيٍّ جاء مستهترا
وأنت فاضرب في الطُّلى يا أبا
دجانة اضرب مُقبلًا مُدبرا
كرُّوا جنود الله في نصره
ليس لغير الله أن يُنصرا
لا تتركوا جيش الألى استمسكوا
بالكفر حتى يرجع القهقرى
يا صولةً هدَّتْ فراعينهم
ما أشجع القوم وما أصبرا
أبطال حرب لم يزل بأسهم
يلتهم العسكر فالعسكرا
وادي القرى التفَّ على روعة
يا ويح للمرتاع ماذا يرى؟
مَنْ مثَّل الأغوال تهفو به
أهوالها العظمى؟ ومن صوَّرا؟
بأس رسول الله في صحبه
ما أعظم البأس وما أكبرا
ذلَّت يهودٌ بعد أن لم تكن
تظنُّ أن تُغلب أو تقهرا
إستعْمَرَ الفاتح زرَّاعهم
في الأرض لولا الرفق ما استعمرا
فلْيشكروها منه أكرومة
من حقها الواجب أن تُشكرا
ولْيرقبوا العقبى وزلزالها
إن أظهر الحدثانُ ما أضمرا
لا حوْلَ للقوم ولا حيلة
فيما قضى الله وما قدَّرا
لن يصحب الإسلامَ في داره
أصحابُ دينٍ غيرِه مفْترى
بشارةُ الله أتانا بها
أصدق من بشَّر أو أنذرا