أهل تيمَاء
رأى أهل تيماء انتصارات المسلمين في خيبر وفدك ووادي القرى، فأرسلوا إلى النبي ﷺ يسألونه الصلح على أن يؤدوا إليه الجزية، فقبل وأقرهم على حالهم.
هو النصر يا تيماء يتبعه النصر
فإن كنتِ في ريب فقد وضح الأمر
دعي الرسل تمضي ما عليك ملامة
وكيف يعاف الأمن من غاله الذعر؟
فإن تخفضي منك الجناح لتنعمي
بأفياء عيش ساكن فلك العُذر
وهل يرفع العصفور يومًا جناحه
إذا حلَّق البازي أو انطلق النسر؟
إذا أمسك الصبر البلاد وأهلها
فليس على هذا قرار ولا صبر
ألم يك أهل الأرض موتى فجاءهم
رسول حياةٍ دينه البعث والنشر؟
أبى أن يظلُّوا آخر الدهر فوقها
يسيرون في الأكفان وهْي لهم قبر
حياة الدنى في سيفه وكتابه
وما منهما إلا لها عنده سرُّ
•••
لكِ الأمن يا تيماء لا الدم دافق
ولا النقع مسوَدٌّ ولا الجو مغبرُّ
ولا أنتِ ثكلى ما تُغبُّك لوعة
مؤجَّجة كالجمر أو دونها الجمر
أعانكِ رأي أبصر القصد فانتحى
بأهلك ما لا ينتحي الجاهل الغِرُّ
ولو آثروا الإسلام دينًا لأفلحوا
ولكنه الشرك المذَّمم والكفر
أبوا وتولَّوا يشترون نفوسهم
بأموالهم هذا هو الغَبْن والخُسر
يؤدُّونها من خيفة القتل جزية
على الهُون مما يرزق الحَبُّ والتمر
أقاموا يريدون الحياة بأرضهم
وكيف حياة القوم إن فسد الأمر؟
رويد اللى اختاروا الضلالة خطَّة
فتلك وإن لم يعلموا خطة نكر
يَضِلُّون والفجر المنوِّر طالع
ولا عذر للضلَّال إن طلع الفجر
لكل أناس مدَّة ثم تنجلي
عمايتهم فلْيصبروا إنه الدهر