أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّة (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا)
اختارها الله زوجًا لرسوله الكريم في هذه العمرة، وكان اسمها قبل ذلك (برة)، فسماها ميمونة، وهي أخت أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، وأخت أسماء بنت عميس زوج حمزة لأمها.
اسم سما لفظه وازدان معناه
حلَّاك ربك بالحسنى وحلاه
ميمونةٌ أنت هذا ما تخيَّره
لك الذي اختاره من خلقه الله
أوفى بحمزة والبعاس مجدهما
يا أخت زوجيهما والناسُ أشباه
لأنت أكرم عند الله منزلة
يا زوج أحمد إذ أعطاك إياه
لم تعلمي أمطايا الله حاملة
منك الجلال المحلَّى أم مطاياه؟
إلى المدينة سيري في كلاءته
يا طيب مثواك إن شارفت مثواه
قرِّي ببعلك عينًا إنه شرف
ما مثله شرف عالٍ ولا جاه
أطربتُ فيك وفي المختار مؤمنة
عزت بأبلج ما تُحصى مزاياه
عزٌّ يوطد للإسلام جانبها
مِن جانب الله مولاها ومولاه
ما انفكَّ يتخذ الأصهار يجعلهم
لدينه الهادمُ الباني ودنياه
سياسة ما رمى الطَّبُّ اللبيب بها
إلا أصاب بإذن الله مرماه
وقوة لرسول الله شائعة
بين القبائل يرعاها وترعاه
وسنة لبني الإسلام يشرعها
والخير أجمع شرع من سجاياه
همْ أسرة في ظلال الله واحدة
تمضي على الحق ترجوه وتخشاه
لا تعرف الرشدَ إلا في شرائعه
ولا ترى الخير إلا في وصاياه
دين الألى يؤثرون العزَّ منزلة
ما كان أهون دنيا الناس لولاه
لكل شعبٍ بناء ليس يمسكه
شيء إذا نام عنه من تولاه
لولا الأواصر والأرحام ما التأمت
منه الصدوع ولا انضمَّت شظاياه